زابوروجيا: خطوة نحو كارثة نووية؟
نشر حساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تصريحا يقول فيه إن روسيا دعت لجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع حول محطة زابوروجيا. يضيف بوتين في تصريحه “إن لا طريقة لوصف قصف المحطة النووية الذي يرتكبه نظام كييف إلا بالإرهاب النووي “.
بدوره حذر الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي المجتمع الدولي من وقوع كارثة نووية جديدة مماثلة لما حدث في تشيرنوبل عام 1986، واصفا روسيا، في خطاب عبر الفيديو لمؤتمر المانحين لأوكرانيا في كوبنهاغن، بـ”الدولة الإرهابية التي تحتجز محطة زابوروجيا النووية وتستخدمها للابتزاز”.
تتبادل الدولتان الاتهامات بقصف المحطة، وتضيف كييف أن موسكو تقوم باستخدامها لقصف المدنيين الأوكرانيين.
في ظل الوضع العسكري والأمني الشديد التعقيد في الحرب الروسية – الأوكرانية يبدو صعبا التأكد من صحة الادعاءات الصادرة عن الطرفين.
تبدو، مثلا، مزاعم الحكومة الأوكرانية عن أن القوات الروسية تقوم بالقصف من منطقة المحطة النووية ممكنة التصديق، فروسيا قامت، منذ الأيام الأولى للغزو باستخدام التهديد بالسلاح النووي كوسيلة لمنع الحكومات الغربية من دعم أوكرانيا، والواضح أن الوقائع الأخيرة المحيطة بزابوروجيا تستخدم للضغط على هذا العصب العالمي الخطير.
تشير واقعة قصف سجن واقع في المناطق الخاضعة لروسيا في أوكرانيا، الشهر الماضي، والذي قتل فيه العشرات من الأسرى من المقاتلين الأوكرانيين الذين أسرتهم روسيا، إلى صعوبة الاحتكام للتصريحات الرسمية للطرفين، فموسكو أعلنت حينها أن أوكرانيا هي التي قصفت أسراها (وهو أمر صعب التصديق)، فيما اتهمتها كييف بالعملية، من دون قدرة أي طرف دولي محايد على التأكد من الوقائع.
منظمة الطاقة النووية الدولية رفعت مستوى التحذير من القصف الذي تتعرض له المحطة معتبرة أن الوضعية الحالية تشكل خطرا كبيرا يمكن أن يقود إلى كارثة نووية.
تعتبر زابوروجيا المحطة النووية الأكبر في أوروبا، وواحدة من العشر محطات الأكبر في العالم، وهي تقدم نصف كمية الطاقة الكهربائية لأوكرانيا بسعة قادرة على تزويد 4 ملايين منزل، وهي تقع جنوب البلاد وعلى طرف نهر الدنيبر، وتبعد 550 كيلومترا عن محطة تشيرنوبل، التي مثلت أكبر كارثة نووية عالمية لحد الآن.
تعتبر سيطرة روسيا على المحطة، للأسباب الآنفة، من طبيعة استراتيجية على أكثر من صعيد، وإذا أضفنا خطط روسيا لتزويد شبه جزيرة القرم بالكهرباء من هذه المحطة، وما يتعلق بذلك من إشكاليات تقنية معقدة، فإن جمع هذا على الأحداث التي تحصل حاليا تزيد درجة المخاطر بشكل غير مسبوق، وحسب المدير العام لوكالة الطاقة النووية العالمية فإن “الوضع صار خارجا عن السيطرة”، وإن “كل المبادئ للسلامة النووية تم انتهاكها”.
بالتالي فإن اجتماع كل هذه العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة فإن انفجارا يغدو محتملا، ولا يبدو أن أحدا يعلم كل التداعيات الممكنة لهذا إن حصل.