أخبار عاجلة
prev next

في بلد بحجم عظمة المغرب مازال الناس في الجبال بين مطرقة الجفاف وسندان قطع المسافات لجلب قطرة ماء

حميد رزقي من أزيلال

تضطر ساكنة قرى جبلية بجماعة فم الجمعة بإقليم أزيلال إلى قطع مسافات كل يوم للتزود بالماء الشروب من آبار مركز فم الجمعة والمنابع المجاورة لها “في ظروف صعبة”، بحسب ما أورده الفاعل الجمعوي خالد العسري، الذي أعرب عن أمله في أن تتواصل الجهود لتجاوز النقص الحاد في هذه المادة الحيوية.

وفي قرية آيت احميدة، وهي واحدة من حوالي ستُّقرى جبلية تابعة لجماعة الترابية فم الجمعة بأزيلال، لم يكن موضوع مياه الشرب مطروحا من قبل، إلا أن شبح الجفاف الذي ضرب المنطقة في السنوات الأخيرة أثر بشكل كبير على الفرشة المائية للآبار، ما بات يهدد العشرات بالهجرة نحو المدن السفلى.

يقول خالد العسري: “آبار القرية بدأت تنضب بسبب حدة الجفاف، والحصص التي توفرها حاليا جمعية أيت احميدة للتنمية، التي جرى تأسيسها مؤخرا لتدبير القطاع، لا تفي بالغرض، خاصة أنها لا تتجاوز أحيانا 120 دقيقة خلال 48 ساعة”، مضيفا أن “ندرة المياه ستتسبب في هجرة الأهالي من الدوار”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “ما توفره الجمعية المنوط بها تدبير القطاع من حصص التزود بالماء بدوار آيت احميدة، الكائن بالمدار الحضري، يتم استغلاله في الغسيل وفي بعض الاستعمالات المنزلية الأخرى، فيما تضطر الساكنة إلى قطع مسافات كل يوم للبحث عن الماء الشروب بالمناطق المجاورة.

وأكد الجمعوي ذاته، الذي يقوم بمهمة توزيع حصص مياه بئر آيت احميدة على عدة دواوير (أيت حدو، أيت علوان، فوق العين، تدارين، دوار الكرارسية دوار أيت احميدة)، أن الجمعية لم تعد قادرة على تلبية حاجيات الساكنة من مياه الشرب، رغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها في هذا الإطار.

بدوره أبرز لفريخ عبد الصادق، وهو كهربائي من ساكنة دوار آيت احميدة، أن الساكنة تشكو من عدة إكراهات، إلا أنها اليوم لم يعد يهمها سوى الماء، مشيرا إلى أنه واحد من بين سكان القرية الذين يضطرون إلى الذهاب يوميا إلى مركز فم الجمعة لنيل احتياجاته من هذه المادة الحيوية.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المنطقة التي يقطن بها تتواجد ضمن المدار الحضري لمركز فم الجمعة، إلا أنها تشكو من ضعف البنى التحتية، خاصة الطريق، التي اعتبرها من ضمن المشاريع التي يجب إيلاؤها الأهمية لتسهيل ولوج سيارات الإسعاف لنقل المرضى والنساء الحوامل.

من جهته، قال الشتوكي فريد، رئيس جمعية آيت احميدة للتنمية: “قمنا بمجهودات جبارة في هذا الإطار منذ تحملنا المسؤولية منذ حوالي 6 أشهر، بحيث تمكنا من حفر بئر وبلغنا مستوى لا بأس به من المياه، إلا أن انهيار الأتربة من جنبات البئر قوّض طموحنا”.

وطالب الناشط الجمعوي ذاته الجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حل للساكنة، سواء من خلال دعم الجمعية أو عبر توفير الطاقة الشمسية، مؤكدا أن الجمعية باتت تشكو من تراكم الديون بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء، وأن البئر المذكور يحتاج إلى تجهيزات ومعدات تفوق ميزانية.

وفي معرض تعليقه، أبرز محمد شوقي، رئيس جماعة فم الجمعة الترابية، أن “النقص الحاصل في الماء أضحى مطروحا على الصعيد الوطني وفي دول العالم، ولمواجهة هذه المعضلة وطنيا أصدرت وزارة الداخلية تعليمات للسلطات المحلية في هذا الشأن، والإجراءات تسير بشكل سلس ودقيق”.

وعلى مستوى مركز فم الجمعة، أبرز رئيس الجماعة أنه ليس هناك خصاص حاد في مياه الشرب، وإنما هناك “ندرة”، مؤكدا أن “المجلس الجماعي يعالج هذه المعضلة بتنسيق مع شريكه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بحلول مؤسساتية، وليست ترقيعية”.

وأضاف شوقي أن هناك اتفاقية مع ال ONEP من أجل تزويد جميع دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب، مؤكدا أنه يثق في ذوي الاختصاص لتجاوز ندرة المياه بالدواوير المذكورة، وموضحا أن كل الدواوير التي يتم تدبيرها من طرف المكتب الوطني المذكور لم تعرف هذه الانقطاعات.

كما أوضح المسؤول ذاته أن “المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بصدد إنجاز دراسة في الموضوع، كما أن هناك تمويلا من طرف مجلس جهة بني ملال خنيفرة لتزويد مركز فم الجمعة بالماء من سد مولاي الحسن الأول، بتكلفة تتجاوز المليار سنتيم”.

نقلا عن هسبرس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أخبار عاجلة
prev next