الزواج بالمغرب..دراسة “تكشف المستور” بماذا يفكر الرجال و النساء عند الإرتباط
في دراسة تكشف معطيات دقيقة عن فارق السن بين الأزواج المغاربة، والعوامل التي تتحكم فيه، كسن الرجل والمرأة عند الزواج الأول، والاستقرار الاقتصادي والعاطفي، والمستوى التعليمي للطرفين، رأت دراسة مندوبية التخطيط أن النساء المغربيات يفضلن الزواج بالرجل الأكبر منهن سنا بسبب نضجه وتحمله للمسؤولية، فيما خلصت الدراسة إلى أن معدل فارق السن بين الأزواج المغاربة في ارتفاع مستمر.
فارق السن بين الأزواج.. من 6 إلى 8 سنوات
دراسة المندوبية السامية للتخطيط رصدت مجموعة من العوامل التي جعلت فارق السن بين الرجل والمرأة المغربيين في ارتفاع مستمر مقارنة مع ما قبل سنوات 2004. حيث أوضحت الدراسة، أن نصف الأزواج المغاربة لم يتعد فارق السن بينهم 6 سنوات في 2004، لكن بعد هذه السنة، بدأ الفرق يتجه نحو الارتفاع تدريجيا، إذ وصل سنة 2011 إلى 7.7 سنة، واستمر في الارتفاع سنة 2018 حيث سجل هذا الفارق 7.9 سنة.
هذا الارتفاع المتصاعد في فارق السن بين الأزواج المغاربة منذ سنة 2004، فسرته مندوبية التخطيط بمجموعة من العوامل، على رأسها تراجع نسبة النساء المتزوجات من رجال شباب أو من نفس الفئة العمرية، من جهة، ومن جهة ثانية إلى النساء المتزوجات من رجال يفوقونهن سنا. حيث أوضحت معطيات الدراسة أنه في سنة 2018، فإن 87.1 في المائة من النساء المتزوجات هن أصغر من أزواجهن، فيما نسبة 9.5 في المائة منهن ينتمين لنفس الفئة العمرية مع أزواجهن، بينما 3.4 في المائة فقط من النساء هن من يكبرن أزواجهن في السن.
وتأكيدا للارتفاع المتصاعد، عادت دراسة مندوبية التخطيط للمقارنة مع أرقام سنة 2004، حيث كانت النسبة 82.9 في المائة للنساء المتزوجات من رجال يكبرنهن، و12 في المائة ينتمون لنفس الفئة العمرية، و5.1 في المائة متزوجات من رجال أصغر منهن.
وقالت الدراسة إن زواج المغربيات من رجال يكبرنهن في العمر بما بين 2 و9 سنوات تراجعت بشكل كبير، فيما ارتفعت نسبة المغربيات المتزوجات من رجال يكبرونهن في السن بما بين 10 و20 سنة فما فوق.
الأسباب.. زينة الحياة الدنيا
وفي تفسير لاختيارات الأزواج الرجال والنساء لفارق السن بينهم، قالت الدراسة إن الرجال الراغبين في الإنجاب يفضلون الزواج من نساء يصغرنهم في السن، لا يعانين ضغط الساعة البيولوجية للإنجاب، أما النساء فتفضلن الرجال المستقرين اقتصاديا وماديا، القادرين على توفير الأمان والراحة المادية لهن ولأطفالهن. فيما الرجال يفضلون أيضا الجمال الخارجي والجسدي للمرأة، وهو ما يعني أنهن يفضلن النساء الصغيرات في السن والجميلات، فيما تفضل النساء الرجال الناضجين والمسؤولين. هذه المفارقة، تجعل الرجال يبحثون عن النساء الصغيرات، فيما تجعل النساء يبحثن عن الرجال الكبار في السن، حسب ما تؤكده دراسة مندوبية لحليمي.
الدراسة والمال.. هل تحدد زوج المرأة
تفسيرات مندوبية لحليمي تطرقت أيضا إلى الوضع الاقتصادي والتعليمي للمرأة، واعتبرت أن له دورا كبيرا أيضا في التحكم في اختيار المرأة لشريك حياتها بناء على فارق السن، حيث قالت الدراسة إن الوضع الاقتصادي والمادي يؤثر على فارق السن بين المرأة وشريكها، حيث إن المرأة التي لا تشتغل، يرتفع فارق السن بينها وبين زوجها إلى 8.1 سنة، بينما المرأة التي تشتغل ينخفض فارق السن بينها وبين زوجها إلى 6.6 سنة.
وكلما ارتفع مستوى تعليم المرأة كلما اختارت زوجا يقربها في العمر، حيث إن المرأة الحاصلة على دبلوم للتعليم الثانوي فما فوق، فإنها تميل للزواج من رجل صغير في السن، لا يتجاوز فارق السن بينهما 5.4 سنة. كذلك، النساء المتعلمات والمشتغلات يفضلن الزواج من رجل يقربهن في السن.
والمقصود هنا، حسب مندوبية التخطيط، هو أن النساء اللواتي دخلن الجامعات والمدارس العليا لهن فرص أكثر في التعرف على رجال من نفس الفئة العمرية، أو قريبين لها، كما أنهن يحصلن على فرص الحصول على عمل يضمن لهن الاستقرار المادي والاقتصادي، وهو ما يقلل من رغبتهن في الزواج من رجل كبير في السن، حيث كلما تحسن الوضع الاقتصادي والمادي للمرأة كلما قلت جاذبية الرجال الكبار في السن ذوو الوضع المادي والاقتصادي المستقر والذي يفوق المرأة بكثير.
وفي توضيح أكثر، فإن المرأة التي تتزوج ما بين سن 25 و34 سنة، فإنها تختار رجلا لا يتعدى فارق السن بينها وبينه 5.4 سنة فقط، فيما النساء اللواتي يتزوجن ما بين 18 و19 سنة، فإن فارق السن يرتفع إلى 8.9 سنة، فيما يرتفع إلى 10 سنوات لدى الفتيات اللواتي يتزوج قبل سن 18.