أحمد الريسوني: “حتى وزير القانون يدافع عن خرق القانون”
أحمد الريسوني
وزير العدل المغربي دافع علانية عن التصرفات والتصريحات التي صدرت مؤخرا عن “الفنان المحشّش والمفشَّش” المدعو طوطو، الذي أعلن بالقول والفعل أنه يتعاطى المخدرات. وهي دعوة صريحة وتشجيع جديد للشباب والمراهقين المعجبين به ليقتدوا به ويفعلوا مثله، خاصة وأنه شخص متبَنَّى وممول من الدولة وميزانيتها!!
فقد نشرت عدة وسائل إعلامية أن “وزير العدل، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، دافع عن زميله في الحزب والحكومة، وزير الثقافة والشباب والتواصل، مهدي بنسعيد، في واقعة مغني الراب “طوطو”، حيث أكد أنه غير مسؤول عما تلفظ به الرابور فوق منصة حفل “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية”، كما أنه لا يمكن تقييد حرية الفنانين“.
ما قام به “طوطو وزارة الثقافة” هو بكل بساطة اعتراف علني بأفعال تفع تحت طائلة القانون الجنائي، وكان الواجب على وزير العدل، والنيابة العامة، والجهات الأمنية المختصة، أن يبادروا جميعا إلى السهر على تطبيق القانون، بدل التبجح علينا بأن “الفنان لا يمكن تقييد حريته”؟!
وللأسف فقد دأب كثير من دعاة “الفساد المحمي” على المجاهرة بخرق قوانين البلاد، وخاصة منها القانون الجنائي، دون أن يمتد إليهم “حزم” النيابة العامة ولا “يقظة” الأجهزة المختصة الأخرى.
فمن ذلك على سبيل المثال:
1-أن في المغرب حركة تسمي نفسها “خارجون عن القانون”، ولم يحاسبها ولم يعاقبها أحد، لا عن الاستهانة العلنية بالقانون والاعتراف الصريح بانتهاكه، ولا عن تأسيس منظمة بصفة غير قانونية، بل ومتخصصة في خرق القانون.
2-سبق لعدة أشخاص أن تظاهروا عدة مرات، ورفعوا لافتات يعترفون فيها بممارستهم لعلاقات جنسية خارج إطار الزواج (أي الفساد = الزنا).
3-سبق لبعض النساء رفع لافتات يعترفن فيها صراحة بأنهن قمن بالإجهاض خارج القانون، وهو ما كان – وما زال – يستوجب التحقيق معهن ومع كل من ساعدهن على الجريمة، وعرضه الجميع على القضاء الجنائي.
4-وسبق لبعض المنظمات النسائية اللادينية أن قامت بحملات تحريض علني على ممارسة الإجهاض، وقامت بترويج أقراص خاصة بذلك، مع الشرح العلني على مواقع الإنترنت لكيفية استعمالها، وذلك بالتنسيق مع بعض الصيدليات الجشعة..
5-وصل بهن التحدي والاستخفاف بالقوانين إلى حد استقدام سفينة هولندية مجهزة بوسائل الإجهاض، وتم توجيه الدعوة العامة لنساء المغرب الحوامل للقدوم إلى هذه السفينة لأجل إجهاض أبنائهن، وذلك بدون أي ترخيص من الدولة!!
وكل هذه أفعال إجرامية معروفة لدى الجميع، وقبل ذلك هي محرمات ومنكرات شرعا وخلقا وعرفا. فإلى الله المشتكى.
دافع وزير العدل، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، عن زميله في الحزب والحكومة، وزير الثقافة والشباب والتواصل، مهدي بنسعيد، في واقعة مغني الراب “طوطو”، حيث أكد أنه غير مسؤول عما تلفظ به الرابور فوق منصة حفل “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية”، كما أنه لا يمكن تقييد حرية الفنانين.
وقال وهبي، خلال استضافته من طرف جريدة “العمق” وراديو “اصوات” في لقاء خاص، إن الوزير بنسعيد الذي وصفه بـ”المُقتدر” لا يمكنه أن يضبط الفنان فوق المنصة أو يملي عليه ما يجب أن يقوم به، مشيرا إلى أن الشباب طلبوا منه اسم المغني “طوطو” وقام بتلبية طلبهم لأن من واجبه أن يوفر لهم الحق في الفن وهو مسؤول عن الجوانب التنظيمية فقط، حسب تعبيره.
وحول الأنباء التي تحدثت عن امتعاض وزير الثقافة وعدد من أعضاء المكتب السياسي للبام من تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس بخصوص الواقعة، أوضح وزير العدل، أن أعضاء الحكومة يشتغلون في جو تقع فيه أحيانا خلافات ونقاشات حادة، إلا أن تصريح بايتاس في الندوة الصحافية التي تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة الخميس الماضي فُهمت بشكل خاطئ لدى عدد من الوزراء لكنه أوضح بعد ذلك أنه لم يقصد الإساءة لبنسعيد.
واعتبر ذات المتحدث، أن وقوع الخطأ أو بعض الانزلاقات مثل ما حدث في حفل “طوطو” أمر طبيعي وهو من مخاطر الحرية التي تعيشها البلاد، لافتا إلى أن 150 ألف شخص الذي حضروا للحفل “مشاو ناشطين”.
يشار إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قال إن ما صدر من مغني الراب طه فحصي الملقب بـ”الكراندي طوطو”، من كلمات نابية وخادشة للحياء تعتبرها الحكومة سلوكا غير مقبول.
وشدد بايتاس خلال الندوة الصحافية التي تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة الخميس الماضي، أن الحكومة ترفض النزوح نحو خدش الحياء وتعتبره سلوكا غير مقبول، وتحدثت في هذا الموضوع مع وزير الثقافة.
وشدد على أن من حق المغاربة أن يستمتعوا بالسهرات هم وعائلاتهم في جو من الاحترام والتقيد بالأخلاق العامة.
وكان تصريحات الرابور “طوطو”، قد أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر استهلاكه الحشيش “حرية شخصية” وبين من يعتبر أن “مشاركة هذه الممارسات غير الأخلاقية تؤثر على جمهوره خصوصاً وأنه يتابعه عدد كبير من المراهقين والأطفال”.
واعتبر “الغراندي طوطو”، ردا على ظهوره المتكرر وهو يدخن الحشيش، أن تعاطيه للمخدرات بشكل علني أمام جمهوره “أمر عادي”، حيث قال بنبرة افتخار “كنكميو لحشيش ومن بعد؟، الحشيش عادي راه كنجيبوه غير من الدورة بينا وبين المنبع تاعو 300 كيلو مترو”.