الأشغال جارية لتوسيع مطار سانية الرمل بتطوان رصدت له 28 مليار سنتيم مشرع استراتيجي مهم سيرتقي بالمدينة والمنطقة إلى العالمية
خولاني عبد القادر
أكيد أن ملف أوضاع سكان المناطق الحدودية قد نال حظا أوفر في الخطاب الرسمي المغربي خلال العقدين الأخيرين، مما دفع إلى خلق أوراش تنموية وآليات وهياكل إدارية تختص بتدبير وتتبع قضايا ساكنة المناطق الحدودية.
أمر حظي بدعم ورضا الحكومة الحالية نظرا لحساسية وأهمية التزامها أمام هذه الشريحة من المجتمع المغربي التي تعيش بالمدن الحدودية، ظروفا سوسيو اقتصادية وثقافية صعبة …
فبجهة طنجة تطوان الحسيمة و نخص بالذكر هنا ، تأهيل إقليم تطوان و عمالة المضيق الفنيدق و مرتيل ، الذي شهد تدشين مشاريع ضخمة أثناء الزيارة الملكية الأخيرة إلى المنطقة، التي جاءت لتكريس حرص جلالته على الوقوف الميداني على أحوال الساكنة وملامسة حاجياتهم الملحة عن قرب وانشغالاتهم ، من خلال تنمية مجموعة من أحياء مدن المنطقة وهي مشاريع اقتصادية كبرى سيكون لها من دون شك تأثير ايجابي على ظروف عيش الساكنة والتي ستغير بالفعل ملامح المنطقة ، ومن ضمن هذه المشاريع برنامج تأهيل ورد الاعتبار للموقع السياحي (وادي مرتيل )، الذي رصدت له استثمارات تبلغ11 مليار درهم وسيتم تنفيذه على مساحة إجمالية تبلغ 1030 هكتارا على طول 25 كلم ، و هذا المشروع الذي يعد بمثابة حلم لسكان المنطقة و الجهة يتحقق في إطار التنزيل التدريجي للبرنامج الحكومي.
وفي هذا الإطار، ولتعزيز وتقوية البنية التحتية لمطار سانيا الرمل بتطوان والذي يوجد على مشارف مدينة مرتيل وعلى طول الوادي، شرع المكتب الوطني للمطارات بإنشاء مهبط جديد للطائرات، ينضاف إلى المهبط الوحيد المتوفر حاليا، والذي يلغ طوله 2.3 كيلومتر، وهو ما سيسمح مستقبلا باستقبال طائرات ركاب وشحن، مثل بوينغ وطائرة إيرباص.
وسيتضمن أشغال التدخل كذلك مهبط مطار سانية الرمل، و توسيع المطار وبناء مدرج ومحطة ركاب جديدة التي رصدت لها مبلغ 28 مليار سنتيم لاستقبال طائرات من الحجم الكبير ، كما ستقوم شركة الأشغال الكبرى (GTR) بتحريف الطريق الوطنية رقم 16 وهو المشروع الذي تشرف عليه وكالة تنمية أقاليم الشمال وعمالة إقليم تطوان.
وبموجب هذا المشروع الكبير، سيتعزز مستقبلا مطار سانية الرمل بمدينة تطوان بمحطة جوية جديدة عصرية وبرج للمراقبة، وستمكن هذه التوسعة من الرفع من الطاقة الاستيعابية للمطار إلى حوالي 300 ألف مسافر سنويا، وذلك بربط المطار برحلات جوية دولية مع عدد من عواصم العالم خاصة اسبانيا وفرنسا…
كما سيساهم تحديث مطار سانية الرمل بتطوان، الذي هو من أقدم المطارات بالمغرب، حيث تم إنشائه سنة 1913 من القرن الماضي، في فك العزلة الاقتصادية عن مدن الشمال خاصة منهم طنجة وتحقيق انتعاش اقتصادية لمدن المنطقة، كغيرها من المدن الساحلية لارتباط عدد من القطاعات بهذا المرفقالحيوي مثل القطاع السياحي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد بالمنطقة …
و المثير للانتباه هو عملية تحريف الطريق الوطنية رقم 16 سيؤدي لا محالة إلى اعدام المدار المحاذي لصور المطار ، الذي هو المنفذ الوحيد لسكان مدينة تطوان إلى شاطئ مرتيل مما سينتج عنه اختناق وعرقلة كبيرة لعملية السير و الجولان على الطريق الوحيدة المتبقية المؤدية إلى مدخل مدينة مرتيل ، خاصة في أيام العطل، مما يتطلب التفكير بجدية في فتح بعض طروقات داخل المدينة التي هي شبه مغلقة ، خاصة منها المؤدية مباشرة إلى مدينة تطوان، و نخص بالذكر هنا الطريق المغلق بين مجمع الكرامة 3 ومجمع السعادة 2 مرورا بمركب صوفيا في اتجاه مرجان ، والذي سيكون متنفسا لحركة السير و الجولان بالمدينة ..