لسان المرأة بين الأمس واليوم

يكاد لا يختلف إثنان على أن المرأة مخلوق ناعم، ورقيق وحساس يجب معاملته بلطف بالغ وعناية فائقة كونها كائنا يتصف بالهدوء والنعومة والعاطفة، لكن هناك صنف من النساء قضين على هذه الصفات الجميلة ليحل مكانها الخصومة والعنف وعلو الصوت الخشن وإطلاق الكلمات البذيئة والجارحة ألا وهن سليطات اللسان، لا يمكن للشخص ولا الزوج ولا حتى الأب التعامل معهن بل يحاولون إيعادهن بسبب تلك الصفات الذميمة. فما هي الأسباب التي تدفع هذه الصنف من النساء ليسلكون هذا المنحى الخطير في حياتهم المعيشية أو الزوجية؟

فما أراه أنا شخصيا هو هدم عش وطريق المستقبل وبناء مكونات المجتمع صدق بعض كبار الفلاسفة أن المرأة صالحة لإنجاب الأولاد فقط. وتعتبر في زمننا هذا قنبلة موقوتة و مصدر إزعاج للأصدقاء وكذلك الجيران عندما يتعالى صوتها تزعج الجميع بنوبات الغضب التي تعتريها وتطلق الكلمات الجارحة جزافا من دون اعتبار لأي كان بحجة دفاعها عن كرامتها ونفسها بلسانها وصوتها وكما يقول المثل {لسانك حصانك ان صنته صانك وإن هنته هانك) كان من المفروض أن تتمتعين بالأنوثة والرقة والعاطفة الحسنى مع جميع الأشخاص فأسلوبك هذا وعلو الصوت والصراخ لا تجدين فيه نفعا إلا نفور الناس من حولك بسبب سلاطة لسانك ولتعلم المرأة أن  الإنسان هو القيم والقواعد التي يتعامل بها مع أفراد المجتمع من عدة مصادر مختلفة الرؤى ولعل أهم هذه المباحث، المناهج التاريخية كالفلسفة والدين.

يأتي الدين كأول مصدر تشريعي للقيم النبيلة، التي أتى بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته السماوية والتي كانت مرتكزها الأخلاق ومكارمها، ودعوة الإسلام إلى هدم أصنام الرجعية بما تحمله من مخاطبة غريزة الفرد واعتناق دين جديد، هدفه تكريم الفرد وتهذيب أخلاقه وإرشاده لطريق الحق والسلام. الرسالة المحمدية كان هدفها تحديد العلاقة بين الأفراد من جهة، ومن جهة ثانية دعوة الأفراد لاعتناق قيم التسامح واحترام الآخر والابتعاد عن الرذيلة وجميع المفسدات اللغوية والمادية. الفلسفة اجتمعت مع الدين في هذا السياق، فمن أهداف الفلسفة البحث عن الأفضل في حياة الإنسان ودعوته بالارتقاء بنفسه لعوالم الخير، بعيداً عن الشر، دنيا الفضيلة لا الرذيلة. واختم مقالي بهذا المثل، “صارعت الوحوش فصرعتهم، وجالدت الشجعان فغلبتهم، فلم ترهبنا إلا المرأة سليطة اللسان، إنني أظن الخمر رحيق من ألسنة النساء وقلوب الأسود، فما إن شربت كفايتي منا حتى أصبحت قادرا على الكلام إلى الأبد.