الاطعام المدرسي دعامة أساسية للارتقاء بالمدرسة العمومية
المضيق الفنيدق-خولاني عبد القادر
ارتأت جريدة “ماب ميديا” تسليط الضوء على موضوع الدعم الاجتماعي بمنظومة التربية والتكوين من خلال مساءلة ذوي الاختصاص في الميدان والممارسين الفعليين والمباشرين وكذا المستفيدين من عملية الإطعام بمديرية المضيق الفنيدق التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة ما سيمكن المتتبع و المهتم بالشأن التربوي من الوقوف على الوضعية الحقيقية لتنزيل نظام المطعمة الجديد بكل شفافية، وذلك في ظل استشعار مسؤولي قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالدور الهام والمحوري لإرساء منظومة ناجعة ومنصفة للدعم الاجتماعي، كما نص على ذلك القانون الإطار رقم 17-51 الخاص بمنظومة التربية و التكوين والبحث العلمي، باعتباره آلية فعالة للتحفيز على التمدرس والتحصيل الدراسي وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، من أجل تحقيق مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص، حيث أن الإطعام المدرسي ظل على الدوام آلية مثالية للحد من الهدر المدرسي و تشجيع التمدرس في الوسط القروي و أحياء الهامش إذ كان التلاميذ ينتظرون بشغف وقت توزيع تلك الوجبات الغذائية رغم بساطتها إلا أنها تسد رمقهم وتساعدهم على تحمل ساعات التمدرس بعيدا عن مساكن أسرهم.
وتجدر الاشارة أن الوزارة الوصية أحدثت مديرية مركزية تعني بالدعم الاجتماعي نظرا لأهميته البالغة ، وقد أسندت لها عدد من المهام المرتبطة بالمساعدات الاجتماعية كبرنامج تيسير للتحولات المالية المشروطة و المنح والإطعام والنقل المدرسي والمبادرة الملكية مليون محفظة ، ويعد الإطعام المدرسي بالداخليات و المطاعم المدرسية سواء بالتعليم الابتدائي أو الثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي احد أهم الأوراش التي أولتها هذه المديرية اهتماما بالغا ، بهدف محاربة الهدر المدرسي والاحتفاظ بالتلاميذ داخل أسوار المؤسسات التعليمية لإتمام مرحلة التعليم الالزامي عبر تذليل الصعوبات السوسيو-اقتصادية والجغرافية التي تحول دون ذلك، و كذا من خلال تحسين الظروف الاجتماعية والمادية للمتعلمين، عبر تطوير البنيات التحتية للإيواء والتغذية وصولا إلى اعتماد نظام المطعمة لتفادي الإشكالات المرتبطة بتدبير التغذية المدرسية وفق النمط التقليدي الذي ظل عاجزا عن الرفع من جودة الخدمات المقدمة للتلميذات و التلاميذ بهذا الشأن بالرغم من الزيادة النوعية التي عرفتها القيمة المالية للمنحة المدرسية في السنوات الأخيرة.
وبهذا الصدد، يؤكد الدكتور سعيد بودرا المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمديرية المضيق-الفنيدق، أن المديرية تنفذ للسنة الثانية صفقة المطعمة في صيغتها الجديدة حيث تم الحرص على تعميمها منذ الموسم الدراسي 2021-2022 استجابة لتنامي أعداد التلاميذ المتمدرسين بالمدارس الجماعاتية الثلاث و الثانوية الإعدادية عبد الخالق الطريس المتواجدة بالنفوذ الترابي للمديرية، وذلك لتجويد تدبير هذه الخدمة، وتحقيق الجودة المطلوبة، مضيفا أنه استجابة لتنامي أعداد التلاميذ المتمدرسين تم رفع عدد المستفيدين من الإطعام المدرسي ليصل لحوالي 1175 مستفيدة و مستفيد بزيادة تقدر ب 15% مقارنة بالموسم الفارط ، كما أن نسبة الإناث المستفيدات من خدمات الايواء و الاطعام المدرسي تناهز 50% من العدد الإجمالي للمستفيدين، و أضاف المتحدث أن المديرية عازمة كذلك على الرفع من عدد الداخليات التي تقدم خدمة الإطعام بالإعداديات والثانويات حيث أعطيت الانطلاقة لأشغال بناء ثانوية تأهيلية بجماعة العلين القروية سيكون لتلاميذها و تلميذاتها الحق في الاستفادة من خدمات الايواء والاطعام كما أن أشغال بناء داخلية لفائدة التلاميذ الذين سيتابعون دراستهم في مسار رياضة و دراسة، ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة بإعدادية ابن بطوطة بجماعة المضيق.
وجدير بالذكر أن شبكة المدارس الجماعاتية بالمديرية قد تعززت هذا الموسم بافتتاح المدرسة الجماعاتية أبي الحسن الشاذلي بالجماعة القروية بليونش لتنضاف للمدرسة الجماعاتية القاضي عياض بنفس الجماعة و الى المدرسة الجماعاتية العليين بجماعة العليين حيث يبلغ مجموع التلاميذ بها حوالي 900 تلميذة و تلميذ في انتظار افتتاح المدرسة الجماعاتية مولاي عبد السلام بن مشيش بجماعة العليين القروية أيضا في الموسم الدراسي المقبل ليتم تغطية الجماعتين القرويتين المنتميتين لعمالة المضيق الفنيدق بمدرستين جماعيتين لكل منهما مما يضمن لرواد هذه المدارس الاستفادة من عدة مزايا و خدمات تنشد الجودة و تكافؤ الفرص و على رأسها خدمات الاطعام المدرسي وفق النظام الجديد ، حيث سخرت المصلحة المختصة بالمديرية جهودها الكاملة حرصا على التنزيل المحكم لمقتضيات الصفقة الإطار التي بلغت كلفتها 4.961.692،00 درهم تحت إشراف المدير الإقليمي وبمساهمة مفتشي المصالح المادية و المالية ومديري المؤسسات التعليمية و مسيري المصالح المادية و المالية و كذا جمعيات آباء و أمهات وأولياء التلاميذ.
ويؤكد السيد المدير الإقليمي أن الاستفادة من الإطعام حق مكفول لجميع التلاميذ بهذه المؤسسات، من دون استثناء، كما يحرص الجميع على تحسين وتجويد الوجبات الغذائية المقدمة للتلاميذ الممنوحين بشكل كبير، حيث تبلغ مدة الاطعام 230 يوم خلال الموسم 2022/2023، بالنسبة للتلاميذ والتلميذات نزلاء الداخليات و200 يوم من الاطعام بالمطاعم المدرسية سواء بالمدارس الجماعاتية أو بالثانوي الاعدادي والتأهيلي.
كما أن لجان التتبع والمراقبة المحدثة لهذا الغرض تحرص على ضرورة تقديم الوجبات في موعدها وانطلاق الإطعام وفتح المطاعم في احترام تام لزمن التعلمات ، خاصة وأن المدة التي تفصل بين الفترتين الصباحية والمسائية جد قصيرة، ولا تسمح للعديد من التلاميذ بالذهاب إلى منازلهم لتناول وجبة الغذاء خاصة بالوسط القروي.
واستنادا إلى شهادة بعض المديرين فإن النظام الجديد للمطعمة يعد قفزة نوعية في اتجاه ضمان الجودة في مجال الدعم الاجتماعي الموجه للمستفيدات والمستفيدين من هذه الخدمة التي تحظى بالعناية الملكية السامية، و ساهم بشكل كبير في تجاوز الصعوبات السابقة الناتجة عن تعدد المتدخلين في عملية الاطعام وتشتت الجهود بين مجموعة من الأطراف دون الوصول لمستوى الجودة المطلوب.
كما أن الوجبات المقدمة للتلاميذ والتلميذات ظلت دائما مرتبطة بالأسعار المسطرة في صفقة الإطار التي تجريها المديريات الإقليمية و الأكاديمية الجهوية مع المزود الذي يفوز بالصفقة، كما أن الزيادة التي عادة ما تعرفها قيمة المنحة لم تمكن من التأثير على جودة الوجبات المقدمة سابقا لان زيادة قيمة المنحة رافقتها زيادة في أسعار المواد المستعملة لإنجاز الوجبات، وبخصوص تحسين خدمات الإطعام المدرسي كان مقرون بضرورة توفير بنيات تحتية جيدة ومجهزة بالوسائل الضرورية وتوفير الماء الشروب ومواد النظافة والوسائل الكافية، على أن يعمل بالمطاعم أناس ذووا خبرة في الطبخ و ذووا إلمام بالتربية الغذائية عند الأطفال ، حتى قررت الوزارة اعتماد نظام المطعمة ، وكان للمديرية الإقليمية المضيق الفنيدق السبق على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة في اعتماد وتعميم نظام المطعمة مند الموسم الدراسي السابق 2021/2022، هذه التجربة استحسنتها جمعيات الآباء والأمهات في كل المؤسسات التعليمية المعنية .
بالفعل أن عملية الإطعام بدأت بالتحسن بعد اعتماد نظام المطعمة في تدبير الإطعام المدرسي الذي يتم حاليا داخل بنايات خاصة للإطعام تجعل التلميذ يقبل على الأكل في جو صحي ومشجع، مع التمني أن تعمل الوزارة على الزيادة في الميزانية المخصصة للإطعام حتى تتحسن الوجبات المقدمة للأطفال كما وكيفا.