الملتقى الوطني الأول حول دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية
تطوان-خولاني عبد القادر
كانت رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان يوم الأربعاء 11 يناير 2023، محطة علمية أكاديمية بامتياز، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، لاحتضان أول جلسة افتتاحية للملتقى الوطني حول دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية، و الذي نظم من قبل جامعة عبد المالك السعدي وجماعة تطوان بمساهمة ودعم من عمالة تطوان.
وقد ترأس هذا الملتقى السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى جانب كل من السيد بوشتى المومني رئيس جامعة عبد المالك السعدي والسيد عبد الله أوزيتان الرئيس المؤسس لمركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري والسيد فريد الباشا مدير كرسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، بمشاركة باحثين وأكاديميين من مركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري في المغرب، و ذلك من أجل الارتقاء وتثمين وتقديس الموروث الثقافي المغربي ..
وجاءت هذه الانطلاقة من مدينة تطوان تعبيرا عن النموذج الرائد للمدينة في التلاقح والانصهار بين مختلف الفئات والمكونات الاجتماعية والدينية، خاصة منها الأندلسية المورسكية واليهودية، لما يختزله تاريخها العريق على مدى قرون، من مميزات حضارية وثقافية ودينية، تجسد مدى قوة وحضور هذه المكونات في بناء حضارة المدينة وهويتها المتعددة الروافد، التي ظلت على امتداد تاريخها العريق فضاء للتعايش والتسامح بين المجتمعات و الأديان.
وفي كلمة الافتتاحية للسيد أندري أزولاي، عبر من خلالها عن سعادته بالاحتفاء الذي جمع نخبة من المفكرين المغاربة و اليهود ، مؤكداً أن هذا الملتقى هو بداية لإعادة الاعتبار ليهود تطوان الذين قدموا الكثير لأجل مدينتهم ولعرش المملكة الشريفة، كما تطرق إلى مساهمات مركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري في إنجاز مبادرات ومشاريع تجسد روح القبول بالاختلاف التي يتسم بها المغرب، تحت قيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي جعل من الهوية المتعددة الروافد ركيزة أساسية لبناء مغرب اليوم والغد ، مشيدا بالدور المحوري للمجتمع المدني والجامعة في الدفاع والتحسيس بأهمية القيم الكونية وقيم التعايش، ومساهمتهما الفعالة في هذه الدينامية الجهوية التي يشهدها المغرب للتعريف بالهوية المتعددة الروافد وبقيم التسامح والقبول بالآخر، وهي القيم المتجذرة في المملكة المغربية الشريفة .
وبهذه المناسبة الوطنية ، تم تكريم المستشار الملكي، أندري أزولاي، وافتتاح رواق الذاكرة الوثائقية بالمقر القديم لجماعة تطوان، والذي عرض مجموعة من الوثائق النادرة ذات الصلة بتاريخ اليهود بالمدينة، على مستوى الاجتماعي والسياسي واقتصادي و الثقافي ، كما تم التوقيع على عدد من اتفاقية الشراكة بين مستشار جلالة الملك رئيس جمعية الصويرة-موكادور أندري أزولاي، و رئيس جامعة عبد المالك السعدي ،ورئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، والرئيس المؤسس لمركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري عبد الله أوزيتان، ومدير كرسي القانون العبري بجامعة محمد الخامس بالرباط فريد الباشا، ورئيس فيدرالية السفرديين بكندا ونائب رئيس فيدرالية السفرديين بالعالم أبراهام العرار، من أجل صيانة وثائق يهود تطوان، ووضع إطار تنظيمي للشراكة بين الأطراف الموقعة بهدف توسيع مجال التعريف بالإرث الحضاري اليهودي لتطوان، والاعتناء بالموروث المادي واللامادي ليهود المدينة…
وقد عرف الملتقى كذلك ، إطلاق مركز يهتم بالدراسات والأبحاث حول دور و تاريخ اليهود بمدينة تطوان، يهدف بالأساس إلى إنجاز الدراسات والابحاث حول تاريخ يهود المغاربة بتطوان، و ذلك من أجل إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية بالمملكة المغربية ، كما تم بالمناسبة تقديم هدايا قيمة من طرف كل من عامل إقليم تطوان، ورئيس جماعة تطوان، ورئيس جمعية الاعمال الاجتماعية لموظفي جماعة تطوان، ومدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ، لكل من للسيد أندري أزولاي، و لعدد من الباحثين الأكاديميين الذي ساهموا مساهمة فعالة في هذا الملتقى الذي عرف حضور شخصيات وازنة وعدد من الباحثين والأكاديميين المغاربة ،الذين أغنوا الذاكرة الجماعية الوطنية وتشكيل الهوية المغربية المتعددة الروافد على مدى آلاف السنين من تاريخ المغرب العريق …
وقد شكل الملتقى، الذي عرف العديد من الكلمات كلها كانت تصب في عمق العلاقة التاريخية والمميزة بين المغرب واليهود المغاربة المقيمين بتطوان، مناسبة قيمة لانطلاق العمل المشترك حول أرشيف و وثائق يهود تطوان بمساهمة كل المتدخلين، كما جسد هذا الحدث الوطني البارز حرص جامعة عبد المالك السعدي و جماعة تطوان على تعزيز روافد الهوية المغربية بكل أبعادها المتعددة التي أكد عليها دستور المغربي، وعلى استحضارهما للحدث التاريخي البارز المتمثل في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.