الفنیدق-خولاني عبد القادر
بعد عذاب ومعاناة شدیدة وألم وحصرة الأم والأب على ابنتھم سلمى الیاسیني، الطفلة الصغیرة التي دخلت المستشفى لاستئصال اللوزتین وخرجت منھا معاقة جسدیا وعقلیا، وبعد شھور عدیدة بفعل الإھمال والامبالاة خرجت من المستشفى إلى متواھا الأخیر، قصة محزنة تعكس واقع مستشفیاتنا وحال الضعفاء منا…
القضیة التي استأثرت باھتمام وتتبع لوسائل الإعلام المحلیة والوطنیة والمواطنین عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ومن داخل قبة البرلمان وخارج الوطن، فضلا عن الدعم الملازم للقضیة من طرف الجمعیات الحقوقیة ، محتجة ومطالبة بالتدخل العاجل والفاعل لإنقاذ الطفلة البریئة من المرض
“الخفي” الذي جعلھا ملازمة للفراش غیر واعیة بمحیطھا وبما أصابھا في وطنھا الحبیب، تئن في صمت رھیب.
وھذا رغم الوقفات الاحتجاجیة لعدد من النشطاء والحقوقیین خاصة منھم العصبة المغربیة لحقوق الإنسان، مستنكرین ومطالبین بفتح تحقیق نزیھ في النازلة ونقل المصابة إلى إحدى المستشفیات المتخصصة لتلقیھا العلاجات اللازمة، لكن لم تتحرك السلطات الصحیة المختصة لوقف معاناتھا.
ھذا رغم لجنة التقصي المركزیة التي قامت بزیارة میدانیة بتعلیمات من السید الوزیر، لكل من مستشفى محمد السادس بالمضیق وسانیا الرمل بتطوان مكان وفاتھا یوم الأربعاء 7 مارس 2023 ،حیث أن تقاریرھا المنجزة في الحادثة ظلت مغیبة وحبیسة المكاتب المغلقة للوزارة الوصیة، ولم تصدر ھذه
الأخیرة أي بلاغ توضیحي للرأي العام في الموضوع رغم أنھا عودتنا بإصدار بلاغات في كل ما یھم الشأن العام …
وحسب ما صرح بھ أب الطفلة لوسائل الإعلام، أن ابنتھ قد فارقت الحیاة بمستشفى تطوان متأثرة بالخطأ الطبي عند ولوجھا للمستشفى من أجل إزالة اللوزتین في21 دجنبر 2022، حیث عانت كثیر من المضاعفات الخطیرة أدت إلى إصابتھا بالشلل وفقدانھا للبصر، لیتم نقلھا إلى مستشفى سانیة الرمل
بتطوان في محاولة یائسة لعلاجھا، لكن رغم المجھودات الطبیة المحلیة، كلھا باءت بالفشل لتفارق الحیاة یوم الأربعاء 7 مارس الجاري في سكوت مشین…
نسأل الله أن يرحم الفقيدة رحمة واسعة وأن يدخلها فسیح جنانه مع الأنبياء والصديقين والمرسلین والشهداء، وان يلهم أھلھا الصبر و السلوان وإنا لله وإنا إلیھ راجعون.