القصر يحذر الأحزاب السياسية من استغلال القضية الفلسطينية لأغراضهم الانتخابية
قراءة في البلاغ الصادر من الديوان الملكي ضد حزب العدالة والتنمية
أصدر الديوان الملكي بلاغا، اليوم الاثنين، ردا على بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يتضمن تجاوزات غير مسؤولة ومغالطات خطيرة في ما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وربطها بآخر التطورات التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة (حسب البلاغ)
وفي قراءة للرسائل التي حملها بلاغ الديوان الملكي قال رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث، إن البلاغ حمل رسائل قوية بخصوص العلاقات المغربية الإسرائيلية والقضية الفلسطينية حيث أكد البلاغ الصادر عن الديوان الملكي مرة أخرى على أن للمغرب مؤسسة إمارة المؤمنين التي يمثلها الملك محمد السادس كمؤسسة متفردة جامعة تحول دون المزايدة بالدين، وشدد في طياته على أن النظام السياسي المغربي لا يحتاج إلى وساطة بين الملك وشعبه حول القضايا التي تخدم الوطن، مشددا على أن البلاغ يبعث رسائل للأحزاب بعدم استخدام القضية الفلسطينية لأغراض انتخابية.
وأكد لزرق الباحث في العلوم السياسية، في تصريح للاعلام، فيما يخص البلاغ الصادر من الديوان الملكي، أن الملك باعتباره أمير المؤمنين جعل السياسية الخارجية المغربية عنوانها التمييز والاعتدال ولا مجال للمتاجرة بالمشترك، في وقت تحاول قوى التدين السياسي أن تلعب على التحولات الإقليمية والدولية للعودة عبر المزايدة للعب على المشترك.
ومن خلال البلاغ يشير رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث، أنه “نستنبط أن المؤسسة الملكية تؤكد أن المرحلة تقتضي وحدة الأمة في ظل سياق إقليمي ودولي متحرك يقتضي وحدة الصف واعتبار تحرير فلسطين بمنزلة قضية الوحدة الترابية وهي جزء من عملية نضال أشمل من أجل التحرر الوطني تثبيت الديمقراطية”. مشيرا إلى أن بلاغ الديوان الملكي أكد على موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه.
وأكد لزرق على أنه الشعب يثق ثقة شعبية كبيرة في الملك محمد السادس، وفي قراراته باعتباره أب الأمة يتم اللجوء إليه في أي قضية تخدم المصلحة العليا للوطن، مما جعل المؤسسة الملكية تمتاز قرارتها بالفعالية عكس باقي المؤسسات التي تغيب عنها النجاعة والمبادرة الاستباقية لحل الأزمات وهذا يعود لكون السياسيين لا يتوفرون على أي بعد استراتيجي.
وشدد لزرق على أن مزايدة البيجيدي بالقضية الفلسطينية وجعلها آداة ضمن أدوات عديدة للعودة شعبيا، في هذا التوقيت بالذات له دلالة واحد خصوصا بعد الهزيمة الذي تلاقاها الحزب خلال انتخابات 8 شتنر، وهي العودة للتعبئة الجماهيرية، باسم فلسطين واستخدامها لصالح مخططاته السياسية، والحال أن حزب البيجيدي كان متفقا ومنخرطا ومدعما لعودة العلاقات من خلال الحكومة التي كان يسيرها وهي نفسها التي وقعت على إتفاق عودة العلاقات مع إسرائيل.