ابن جرير-أنس المنصوري
أضحت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بمركز المدينة (القشلة) وبمختلف الأحياء الشعبية لمدينة ابن جرير، مشهدا ومنظرا مألوفا، خاصة في ظل الغياب الشبه التام لدور الجماعات المحلية في هذا الاتجاه، باعتبارها المسؤولة على الحد من التواجد الملفت لهذه الكلاب الضالة ومحاربتها عبر تنظيم حملات مستدامة.
كما يظهر جلياً بأن جماعاتنا المحلية تناست دورها الكامن في حماية الساكنة من تبعات هذا المعطى السيء، الذي يستوجب منها تحريك موظفيها لمحاولة السيطرة على الوضع الخطير الذي باتت تشكله قوافل الكلاب، التي تجوب مختلف الأزقة والشوارع والفضاءات العامة بمدينة ابن جرير.
تنشط حركة الكلاب المجهولة بكثافة في مركز وهوامش الأحياء الشعبية بمدينة ابن جرير، وتفرض وجودها أكثر في المزابل والأماكن المهجورة وكذا أوراش البناء والتجهيز، وهذه الأماكن أو البؤر تعتبر مشتلا وحضانة للجراء الصغيرة، وقد تساهم بشكل كبير في تنامي ظاهرة الكلاب الضالة، مادام أنها توفر لهم الراحة والأمان وهي أيضا خزانا تستمد منه طاقتها وقوتها لتتناسل ويزداد عددها، فتنتشر وتتوزع فيما بعد عبر كل الأحياء الشعبية بمدينة ابن جرير وتزرع الرعب في نفوس الساكنة، وتظهر هذه الكلاب بشكل كبير في الليل لتختفي تدريجياً مع مطلع الصباح وحتى منتصف النهار
ظاهرة أصبحت تثير انتباه الساكنة، وتهدد سلامتها واطمئنانها، وهذا طبيعي فكثيرة هي الأخطار التي تشكلها الكلاب الضالة على السلامة الصحية وخاصةً المسعورة منها، ولفت نظري في الأشهر الأخيرة بأنه لم يعد غريبا رؤية طوابير من الكلاب الضالة تمر بشوارع حينا وأزقته بأشكالها المختلفة والمتنوعة، وما يلفت الانتباه أحياناً هو تواجد كلاب مريضة بينها، يميزها شكلها المقرف وهذه الأخيرة تشكل خطرا كبيرا على سلامة المواطنين وخاصة الأطفال الصغار وتلاميذ المؤسسات التعليمية.
وازدادت معانات ساكنة ابن جرير مع الكلاب الضالة بسبب الخوف من انتشار داء السعار أو الكلب، أو بعض الأمراض التي قد يحملها كلب من هذه الكلاب الضالة، فبعض هذه الكلاب قد تكون مصابة بأمراض غريبة شوهت أشكالها وجعلتها عليلة وغير قادرة حتى على الأكل، في وقت لازالت فيه الجماعات الحضرية، تقف مكتوفة الأيدي ولا تعير الأمر أي اهتمام، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجماعة المحلية؟؟
لهذا فرسالتنا واضحة للجهات المعنية لأجل التدخل السريع عبر تنظيم حملات، من شأنها تخليص الساكنة من شر هذه الكلاب الضالة، والتي باتت تهدد سلامة وصحة الصغار والكبار بحينا وعبر مختلف أحياء ابن جرير.