غضب بمدينة فاس من سُعار الأسعار
فاس-الطيب الشارف
احتج ناشطون ليلة يوم السبت 8 ابريل الجاري، حوالي العاشرة ليلا، بمدينة فاس، ضد ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وعجز الحكومة عن كبح جوع السماسرة والمضاربات التي تطال قوت يومهم، منددين بكل عبارات السخط على الوضع المعيشي الصعب لكل المغاربة.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جبهة الاجتماعية المغربية بالعاصمة العلمية لافتات كتب عليها “جميعا ضد التهاب الأسعار وضرب القدرة الشرائية لعموم المواطنين”، “كفى من لامبالاة الحكومة”، “نريد حلولا لا نريد وعودا اليوم وليس غدا ” ، كما تخللتها شعارات تدعو إلى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وتأتي هذه الوقفة في سياق الغلاء الكبير الذي تعرفه المواد الغذائية بمختلف أنواعها، رافضة لارتفاع الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة المحروقات والمواد الأساسية، حيث بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، خصوصا أن أسعار المحروقات تراجعت دوليا مقارنة مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
عبرت الوقفة عن عجز الحكومة بالقيام بأدوارها في حماية القدرة الشرائية للمواطنين، إذ لم تكلف نفسها عناء وضع سياسات لتخفيف تأثير الغلاء على المواطن الذي اكتوى بنار الأسعار، مما يزيد في تأزيم الوضع ما تضمنه تقرير مجلس المنافسة.
حيث حققت شركات المحروقات أرباحا خيالية نهبت من جيوب المواطنين والإصرار على تبني مقاربة اقتصادية تخدم الطبقة المسيطرة سياسيا واقتصاديا في اطار زواج السياسي بالاقتصادي.
فقد أصبح المواطن المغربي في ظل غلاء الأسعار رهينة بيد مؤسسات القروض من أجل الاستجابة لحاجياته وبين سياسة اقتصادية تستهدف محو الطبقة المتوسطة التي تعتبر صمام امان استقرار المجتمعات.
فهل يرفع الحرج عن الشعب المغربي في شعيرة العيد ؟ خصوصا وأن مربي المواشي يقولون بأن سعر الأضحية قد يصل إلى 6000 درهم في المتوسط، بمقدر 300 درهم للكيلو؟.
وتبقى حكومة أخنوش أمام اختبار حقيقي لتهدئة الأوضاع الاجتماعية، في ظل الغضب الشعبي من السياسة التي تنتهجها الحكومة مع ارتفاع أسعار عدد من المواد الاستهلاكية وغياب معارضة حقيقية بقبة البرلمان، ما انعكس على جيوب المواطنين وعلى قدرتهم الشرائية.