أخبار عاجلة
prev next

تداعيات الشارع اليمني حول التسوية السياسية

اليمن-صلاح الطاهري

 

يبدو أن ملامح انفراجات سياسية حقيقية تتشكل لإنهاء الحرب والصراع في اليمن وتفضي الي الحد من معاناة اليمنيين التي يعيشونها منذ تسعة أعوام عجاف من الحرب والاقتتال والانقسام والمعاناة المعيشية وانقطاع المرتبات وتوقف الموانئ والمطارات وانقسام البنك المركزي الي قسمين وأزمة الغاز والمشتقات النفطية واهدار موارد وثروات البلد لصالح الحرب والاقتتال.

 

وبعيداً عن الخوض في مضمون وتفاصيل  التقارب السعودي الإيراني الإ أن المملكة العربية السعودية استطاعت  أن تجبر كافة أطراف الصراع اليمني على التفاوض والقبول لشروط واتفاقيات التصالح وانهاء الحرب وفي مقدمة ذلك حكومة امر الواقع بصنعاء المتمثلة بالحوثيين.

حيث بدأ المشهد الإعلامي لهم مغايراً تماماً لما كان عليه سابقاً تجاه السعودية وقيادته من حالة العداء والوصف المعهود لهم تجاه المملكة العربية السعودية بالعدوان والتدخل الخارجي لليمن، وكونها تترأس التحالف العربي في الحرب علي اليمن ليتحول الموقف الإعلامي الحوثي تجاه المملكة السعودية من حالة العداء الي حالة الرضاء والقبول بما سعت الية قيادة السعودية من جمع قيادات كافة الأطراف السياسية والعسكرية والقبلية في اليمن وترسم خارطة طريق لتنفيذ المصالحة السياسية حسب اتفاقيات وبنود ملزمة التنفيذ، أبرزها فتح المطارات وصرف المرتبات وفتح الطرقات المقطوعة بين بعض المحافظات اليمنية واطلاق كافة أسرى الحرب وانهاء الحرب بشكل نهائي يلي ذلك انسحاب السعودية من المناطق اليمنية وعودة حكومة الشرعية من الرياض الي صنعاء.

 

لا يستطيع أحد ان ينكر النجاح السياسي التي كسبته المملكة العربية السعودية وتغير مواقف الخصوم الى راعية للتفاوض والتصالح وتحدد المرجعيات الأساسية لمسار التسوية السياسية بين كافة الأطراف في القضية اليمنية واهمها جماعة الحوثي.

ولعلي ما يتوجس منه اليمنيون كمواطنين أو نخب مثقفة وسياسيين هو أن تفضي هذه المصالحة والتسوية السياسية الي الفشل في حال لم تكن هناك ضمانات قوية على أطراف الصراع وفي مقدمة ذلك جماعة الحوثيين مع أن الشارع اليمني مستبشر بخير لهذه المصالحة السياسية، رغم أنه أيضا متذمر جداً وبحالة كلها ازدراء وسخط على التغيير السريع لتوجه وسياسة حكومة أمر الواقع في صنعاء المتمثلة بالحوثيين، فخلال تسع سنوات من التعبئة للشعب حول المملكة العربية السعودية الشقيقة ووصفها بالعدوان وقرن الشيطان وتقديم خيرة شباب اليمن كوقود للحرب العبثية وفي يوم وليلة يتغير كل ذلك الي رضوخ وكأنه لم يكن شيء.

 

الوضع في الشارع اليمني الفعلي السواد الأعظم منه لم يعد يثق بأطراف الصراع ولقاءاتهم وهدنهم لإيقاف الحرب لكن التغيير الأخير التي برزت فيه المملكة العربية السعودية للتنفيذ المصالحة السياسية وخضوع أطراف الصراع لهذه المصالحة وبنودها أعاد بشيء من الامل للشعب اليمني بأنه يمكن ان تنتهي الحرب ويسود الامن والاستقرار للبلد.

 

كما أن هذه المصالحة غفلت عن أمر هام في مشروعها وهو عدم إشراك طرف مستقل من نخب وسياسيين داخل اليمن حيث كان يفترض إضافة ذلك بحيث أن جماعة الحوثي لا تمثل كل اليمنيين بقدر ما تجلي ذلك في تشكيلة الأشخاص الذين حضروا اثناء استقبالهم للوفد السعودي والعماني في صنعاء.

ومع كل ذلك يأمل الشارع اليمني ان تكون هذه المصالحة والتسوية السياسية ناجحة وتؤتي ثمارها من استعادة دولة النظام والقانون وبناء الدولة المدنية الحديثة وفق شراكة وطنية فعلية تحقق العدل والمواطنة المتساوية وتنهض باليمن واليمنيين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أخبار عاجلة
prev next