سمية مفكر
متابعة لما صدر في حق الزميلة “حنان رحاب” من هجوم قدحي، مليء بكل سموم الحقد، وبكافة صيغ السب والقذف والمس بالكرامة عبر جمل لا ترتقي لمستوى الانتماء إلى الجسم الإعلامي.
فما حمله “محمد السراج الضو” من تعابير مسمومة لا تعكس إلا خواء وعائه من كل القيم الأخلاقية في ممارسة الاختلاف واحترام الرأي مهما وقع الاختلاف بين الجانبين وسما، بلغة تعكس مستوى الرقي والسمو اللفظي والمفاهيمي، وهو ما لم يقدم عليه الزميل، أو بالأصح ليس من القدرة بالوصول إليه.
إن ما أنزل وما صدر حمل عفونة ونثانة ليس لها مثيل عكست حقدا دفينا يكنه “السراج” ضد كل نجاح يحققه الآخر، فما بالك إن تعلق الأمر بنون النسوة، لأنه في مضمار الممارسة لا بد أن تخلق أعداء لهذا النجاح، خاصة إن كانوا ينتمون إلى وكر واحد.
إن ما نسج عبر خربشات “السراج” لا تعكس إلا إحساسا بالنقص، وكبثا دفينا نقله هذا الأخير عفونة في اللغة وكدارة في المشاعر لا ترقى إلى مستوى يعكس العمر الذي يكون قرين التجربة وسعة الحمولة والمعنى، لكنه سقط في غفلة من ضميره الباطن في أثون غريزة متوحشة تفجرت لتفزر محمولا عكس بشكل جلي سقوط المحتوى.
إن المفروض في كل إعلامي مهني هو أن يتحلى بأخلاقياتها، وأن يؤسس علاقة سوية ديمقراطية مع الآخرين، خاصة مع زملائه، قبل أن يطالب الآخرين باحترام هاته الحقوق، ويربي المجتمع على هاته القيم التي يفتقدها أصلا، فماذا سيقدم أمام خواء الوعاء الذهني لشعب ينتظر منه الكثير.
إن السقوط ليس فقدان مال بل فقدان قيم وأخلاق وفقد بوصلة الاحترام للأخر الذي كرمه الله عز وجل كخالق، لكنه مرغ من قبل مخلوق خاوي الوعاء من القيم ومن كل السمو الرافع للقيمة والموصل إلى بري الحقيقة والإنسانية التي تبقى شكلا أساسيا لإثبات الحضور الواعي المندمج مع الآخر والمحترم لوجوده قبل وجود الآخر.