بفاس..أزمة اجتماعية اقتصادية خانقة
الطيب الشارف
تعيش شوارع مدينة فاس حملة لتحرير الملك العام، “شارع للامريم نموذجا”، حيث العشرات من الباعة الجائلين يشتغلون في صمت وفي ظروف لا إنسانية من برد وأمطار وحرارة، دون كلل ولا تعب.
الجهات الوصية على الشأن العام بالمدينة اختارت تحرير الملك العام وهذا حقها، لكن توقيت القيام بهذه الحملة يساءل الضمائر الحية والعقول المفكرة، فالأيام المباركة لعيد الأضحى على الأبواب، وهي فرصة للمواطن والبائع من أجل التعاون والتعامل، لكن مع تحرير شارع للامريم، انقلبت كل الحسابات رأسا على عقب، حيث أصبح شارعا للأشباح، واختفى صياح الباعة واختفت معه الحركة التجارية.
ليبقى التفكير في حل منطقي وعملي هو السبيل لإنقاذ الوضع بالمدينة المتردي والمتأزم بفعل الركود الاقتصادي وانتشار البطالة وتعدد الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بفرصة شغل، يطالب المواطنين السلطات المحلية والإقليمية والجماعات وولاية الجهة، التدخل باقتراحات اجتماعية واقتصادية عملية، كإنشاء أسواق نموذجية لاستيعاب هؤلاء الباعة الجائلين، بما يحفظ كراكتهم وما يسمح للجهات الوصية على المدينة القيام بعملها عل أحسن وجه.
الجريدة استقت شهادات صادمة من بعض الباعة، حيث صرح م.ح.عماد للجريدة “أشتغل في هذا الشارع منذ عشر سنوات،رب أسرة لولدين وبنت،أكتري منزلا، أبنائي مصابين بالتوحد، زوجتي لديها سرطان،ماذا أفعل الآن؟ هل أنتحر”؟
ف.ه.ص”نحن مع تنظيم الشارع ولا يسعنا سوى أن نصفق لهذه الحملة،لكن ما مصيرنا؟ لماذا لا تساعدنا الجهات الوصية بخلق أسواق نموذجية مثل حي السعادة أو حي الإمام علي؟ نناشد السيد الولي النظر في ظروفنا لأن وضعنا المادي لا نحسد عليه.”
ح.ه.خ”أطلب من كل الضمائر الحية المساعدة، فلدينا أسر ستضيع ولدينا ارتباطات مع شركات قد تزج بنا في السجن،لهذا نطلب المساعدة ونناشد الجهات المسؤولة بضرورة الشفقة لحالنا ونحن على أبواب العيد وإيجاد حل عادل لنا”.
من جهتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بفاس،دعت السلطات الإقليمية والجهات الوصية على وضع المدينة لرفع هذه المقاربة الأمنية وإيجاد حلول عادلة تضمن للباعة الجائلين كرامتهم، وتضمن للسلطات القيام بعملها، فهل من آذان صاغية؟