خبير اقتصادي: تراجع عائدات الفوسفاط قد يؤثر على الاقتصاد الوطني
كشفت الأرقام التي أعلنها مكتب الصرف بخصوص المبادلات الخارجية في المؤشرات الشهرية المتعلقة بإحصائيات شهر يونيو عن تراجع كبير في العائدات الخاصة بصادرات المكتب الشريف للفوسفاط، والتي بلغت 20 مليار درهم.
ويأتي التراجع المسجل على مستوى عائدات مبيعات الفوسفاط ومشتقاته التي كانت في الصدارة لسنوات، برسم النصف الأول من العام الجاري، لتواصل منحاها التنازلي، إذ بلغت 36.75 مليار درهم عند متم يونيو الماضي، مقابل 56.57 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بمعدل انخفاض بلغت نسبته 35 في المائة.
وكانت صادرات الفوسفاط سجلت، العام الماضي، رقما قياسيا بحوالي 115,4 مليارات درهم، بزيادة 43,9 في المائة؛ وذلك بسبب القفزة التي سجلتها الأسعار في السوق الدولية ونمو الطلب عليها من مختلف الأسواق، حيث يتوقع المكتب الشريف للفوسفاط انتعاشة الطلب في النصف الثاني من السنة الجارية، مستفيدا من انخفاض مستويات المخزون في عدد من المناطق عبر العالم.
في قراءته للأرقام المعلنة، سجل المحلل الاقتصادي عبد الرزاق الهيري أن الانخفاض الذي عرفته صادرات الفوسفاط خلال النصف الأول من العام الجاري يعود أساسا إلى مجموعة من العوامل؛ أبرزها “انخفاض ثمن الفوسفاط في السوق العالمية، وانخفاض الطلب الفصلي على مواد الفوسفاط ومشتقاته بالتزامن مع نهاية السنة الفلاحية”.
وأرجع الهيري هذا التراجع إلى اشتغال مجموعة من المحطات التي تنتج الفوسفاط عبر العالم، مستدركا أنه رغم الانخفاض فإن ميزان العجز التجاري المغربي عرف “تحسنا طفيفا مقارنة بنفس الفترة من 2022، حيث انخفض العجز بـ10 مليارات دراهم”.
كما اعتبر المحلل الاقتصادي ذاته، أن الانخفاض المسجل على مستوى عائدات صادرات الفوسفاط “لن يؤثر كثيرا على الاقتصاد الوطني، خصوصا على توازناته المالية الخارجية”، لافتا إلى أن ارتفاع عائدات السياحة وتحويلات مغاربة العالم وعائدات قطاع السيارات تفسر تحسن العجز التجاري المغربي.
وشدد المتحدث ذاته على أن هناك توقعات بأن الطلب على الفوسفاط ومشتقاته “سيرتفع خلال بداية السنة الفلاحية المقبلة، نظرا للضغوط الكبيرة على إنتاج المواد الغذائية”، مبرزا أن المغرب له “منتوجات فوسفاط ذات جودة عالية، وهذا التحسن مرتبط بنسبة النمو الاقتصادي التي ستسجلها مجموعة من البلدان المستوردة للفوسفاط ومرتبط بالتحولات المناخية”.
وتابع المحلل الاقتصادي عينه أن تطور صادرات المغرب من الفوسفاط مرتبط بعوامل عديدة، التي “ستكون إيجابية لصالح المغرب والاقتصاد الوطني في هذا القطاع”، مؤكدا أن المكتب الشريف للفوسفاط أطلق “برامج استثمارية واعدة من أجل تحسين تموقعه على الصعيد الدولي وسيجني ثمارها”.