السفير رخا حسن: اتخاذ خطوات إيجابية تجاه سوريا لإنهاء التقاعس الأمريكي “أصبح ضرورة”
يجري وزير الخارجية المصري سامح شكرى، اليوم الثلاثاء مباحثات مع نظيره السوري، فيصل المقداد، تتعلق بالتطورات على الساحة السورية.
ويشارك المقداد اليوم بالقاهرة في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، بمشاركة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وتضم لجنة الاتصال الوزارية المعنية بسوريا كل من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة العربية.
تعليقا على الاجتماعات التي تستضيفها القاهرة اليوم، قال مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن زيارة المقداد للقاهرة، تأتي في إطار بحث المستجدات على الساحة السورية، ومتابعة آلية العمل التي اعتمدت بالقمة العربية الأخيرة.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك“، أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا، المقرر اليوم بالقاهرة سيناقش الوضع المحلي والتطورات المرتبطة بأطراف أخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة اتصالا بالوضع في سوريا.
وفق حسن، فإن البيان الذي اعتمد في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية لاستئناف سوريا مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية في وقت سابق، تحدث عن “خطوة مقابل خطوة” وكان يهدف لاتخاذ خطوات إيجابية تجاه سوريا على المستويات الاقتصادية والدبلوماسية، مقابل استجابة الحكومة السورية للانفتاح على الحوار ومعالجة العديد من الملفات.
وتابع “بعد القمة العربية حدث بعض التراخي في الخطوات التي كان يجب اتخاذها، وهو ما ظهر في حديث الرئيس بشار الأسد الأخير، الذي أظهر نوعا من عدم الرضاء بشأن الخطوات العربية تجاه سوريا”.
ويرى حسن أن الاجتماع يأتي في محاولة الدفع بوتيرة العمل وما تم الاتفاق عليه خلال القمة العربية.
وأشار إلى أن المؤشر الهام والمستجد الآن على الأراضي السورية يتثمل في محاولة واشنطن تصعيد العمليات الإرهابية من جانب، وتصعيد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، بمزاعم وجود عناصر إيرانية على الأراضي السورية، الأمر الذي يهدد السلام في المنطقة، بتدخل دولة في أراضي عربية بمزاعم لا تخول لها هذه التصرفات.
والسبت الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن القوات الأمريكية ارتكبت “جريمة جديدة ضد حافلة تقل عددًا من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرقي دير الزور”.
وذكرت الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن “قوات الاحتلال الأمريكي ارتكبت جريمة جديدة ضد حافلة تقل عددًا من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرقي دير الزور، ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين”.
وأردفت: “هذه الحادثة الأليمة تذكرنا بالاعتداء الآثم الذي نفذته قوات الاحتلال الأمريكي عام 2016، على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة في ريف دير الزور، لتمكين تنظيم “داعش” الإرهابي (محظور في روسيا والعديد من الدول) من السيطرة على ذلك الموقع الذي دافع عنه الجيش السوري بكل بسالة”.
ولفت حسن، إلى أن الاجتماع في القاهرة “يسعى لمناقشة كيفية تجنب معوقات تسوية الأزمة السورية، ما يتطلب اتخاذ خطوات إيجابية من الجانب العربي تجاه سوريا، لإنهاء التقاعس الأمريكي في الملف السوري، الذي يربط المشهد في سوريا بالأزمة الأوكرانية”.
واعتبر أن التقدم في تسوية الأزمة السورية تعتبره واشنطن انتصارا للأطراف الأخرى، ما يدفعها لعرقلته عبر وسائل متعددة.
وتابع مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق “ما يمكن أن يقدمه العرب الآن تجاه سوريا، هو الانفتاح بشكل أكبر، بالنظر لما تعانيه دمشق طوال السنوات الماضية من أزمة اقتصادية، فاقمتها أزمة كورونا والأزمة الأوكرانية، إلى جانب الأزمة السياسية في البلاد”.
وشدد على أن واشنطن لم تعد مؤثرة في المشهد السوري، خاصة بعد التقارب التركي-السوري، ما ينعكس بشكل سلبي على المجموعات المسلحة التي دربتها واشنطن وسلحتها لسنوات في سوريا.
وفي وقت سابق قال الرئيس السوري بشار الأسد إن هناك سيناريوهات هدفها نشر الرعب في سوريا لتكرار ما حدث في العراق وليبيا، محذرًا مما وصفه بـ “المعارضة المصنوعة في الخارج”.
جاء ذلك في مقابلة متلفزة، تناول خلالها العديد من القضايا التي شملت علاقة بلاده مع تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى حركة “حماس” وقضية انتشار المخدرات.
ولفت الرئيس السوري إلى أن دمشق تمكنت من تجاوز قانون قيصر، لكنه أوضح أن صورة الحرب تحول دون قدوم المستثمرين للسوق السورية.