الحموشي..رجل في زمن قل فيه الرجال
يصفه اغلب المقربون منه بالمسؤول المعجزة في فك شفرات القضايا الأمنية المطروحة على طاولته، وفي مقدمتها تفكيك خيوط تفجيرات «أركانة» قبل 11 سنة في وقت سريع وبمهنية كبيرة وبلا أضرار جانبية تمس حقوق الإنسان .
منغلق على نفسه، ويكاد لا يجتمع بأي شخص من خارج الجهاز أو المسؤولين السياسيين في البلاد. رجل كتوم، وصفه أصدقائه بالمواظب على الصلاة و بالمنضبط و ذي مصداقية، ذكي وجدي، ومتواضع ، ومهمته تحليل المعطيات وأجاد فيها بامتياز كبير ملفت لنظر أقرانه. وله بديهية خاصة في تفكيك الشفرات والخلايا ، وله دراية عالية في دراسة القضايا والملفات.
حسه، تجربته، تكوينه في الولايات المتحدة الأمريكية، رغبته في التميز والترقي، وأشياء أخرى، جعلته محط أنظار مسؤوليه، ولذلك كان من بين الأوائل الذين دقوا ناقوس خطر السلفية الجهادية، قبل أن تتبلور في مجموعات انتعشت في أحزمة المدن الكبرى، ومنها المجموعات التي هزت مدينة الدار البيضاء في السادس عشر من شهر ماي 2003.
التجربة المهنية:
عام 1993 دخل الحموشي إلى صفوف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهو جهاز المخابرات الداخلية المعروف مغربيا بال (دي اس تيDST)،، حيث تعامل مع ملفات الخلايا المسلحة خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فندق أطلس آسني بمدينة مراكش عام 1994.
بعد تنحية وزير الداخلية السابق إدريس البصري عام 1999، وتعيين الجنرال حميدو لعنيكري على رأس جهاز دي أس تي، بدأ نجم الحموشي في الصعود كواحد من أكبر المتخصصين في طريقة عمل ما يسمى بالخلايا الجهادية وفي طرق مكافحتها، فضلا عن إلمامه الكبير بتاريخ الحركات السياسية المغربية على مختلف مشاربها.
احتفظ الحموشي بمسؤولياته حتى بعد تنحية الجنرال لعنيكري عقب الهجمات المسلحة التي ضربت الدار البيضاء عام 2003. وفي عام 2005، أصبح عبد اللطيف الحموشي أصغر مدير عام لجهاز المخابرات الداخلية المغربية، حيث تقلد هذا المنصب الحساس وعمره لم يتجاوز 39 عاما. هذا وقد وضعت فيه الثقة المولوية السامية مرة اخرى وذلك بتعيينه على رأس “مديرية الامن الوطني” سنة 2015
التوشيحات:
توشيح ملكي: في يوليوز 2011: قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتوشيح عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني بوسام العرش من درجة ضابط.
توشيح إسباني : التوشيح الذي حضي به عبد اللطيف الحموشي من طرف إسبانيا، التي وشحته بوسام “الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر” هو إحدى أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية، بحيث لاق استحسانا لدى الرأي العام الإسباني ، كما كانت له تفاعلات إيجابية في الأوساط السياسية و الإعلامية الإسبانية بحيث كان هناك “إجماعا في إسبانيا على قرار حكومتهم المتمثلة في تكريم المدير العام لمراقبة التراب الوطني ومديرية الامن الوطني عبداللطيف الحموشي ، فالتوشيح كان بمثابة اعتراف من الجانب الإسباني “بأكبر تعاون في محاربة الارهاب بين الشرطة _الاسبانية ونظيرتها _المغربية في السنوات الاخيرة”و هو التنسيق الذي أثمر “عملا نموذجيا خصوصا في الاشهر الاخيرة عن طريق عمليات تعاون عادت على البلدين بكبير النفع” كما أن “مواجهة الخطر الوشيك لعودة المقاتلين المنتمين لداعش للأراضي #الإسبانية ، جعل الاسبان يدركون كم هم بحاجة الى تعزيز التعاون مع دول الجوار والتنسيق الامني مع المصالح المغربية”.
بالاضافة الى عدد من التنويهات والاعترافات بالمجهود الجبار الذي يقوم به رجل الدولة الاول بالمغرب معالي عبد اللطيف الحموشي في محاربة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
الحموشي سيظل اسمه راسخا في ذاكرة أجهزة #الاستخبارات الأوربية، وبالخصوص الفرنسية والإسبانية والبلجيكية والألمانية، وهو الذي جعل المخابرات المغربية محور حديث صالونات الاستخبارات العالمية. رجل كتوم يجمع بين الصرامة والتواضع وقوة التوقع، يملك قرني استشعار لتحسس مواقع الخلايا الإرهابية. يتميز بحس استخباراتي عال يجعله يستحق بجدارة كلّ أوسمة الاعترافات الدولية التي نالها…
الله الوطن الملك.
سمحمد د.