المقاومة تخلد انتفاضتي تافوغالت ووجدة
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس الأربعاء بوجدة، مهرجانا خطابيا بمناسبة تخليد الذكرى 70 لانتفاضتي 16 و17 غشت 1953 بوجدة وتافوغالت، الشرارة الأولى لثورة الملك والشعب.
يندرج تخليد ذكرى هذين الحدثين في إطار الاحتفال بالذكرى 70 لثورة الملك والشعب، وكذا الاحتفال بعيد الشباب، الذي يصادف هذه السنة الذكرى 60 لميلاد الملك محمد السادس.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، بهذه المناسبة، أن الانتفاضة الشعبية بوجدة ضد المحتل في 16 غشت 1953 ستبقى إلى الأبد حدثا ساطعا في ذاكرة الأمة المغربية، وملحمة مجيدة في الكفاح من أجل الاستقلال.
وذكر الكثيري، في كلمة تلاها نيابة عنه حميدة معروفي، مدير الدراسات التاريخية بالمندوبية، أنه “بعد المؤامرة الدنيئة التي دبرتها سلطات الحماية الفرنسية ضد السلطان الشرعي سيدي محمد بن يوسف، قام الوطنيون بالشرق بعمل وطني كبير على امتداد الشريط الحدودي من أجل وضع حد للغطرسة الاستعمارية”.
وأبرز أنه “بعد أن عقدت العزم على مواجهة مخططات المستعمر، التزمت ساكنة الشرق بالسير على هذا الطريق من أجل التعبير عن ارتباطها الراسخ بالسلطان جلالة المغفور له محمد الخامس””، مسلطا الضوء، في هذا الصدد، على التضحيات التي قدمتها الحركة الوطنية ومقاومة وجدة التي نظمت بإحكام هذه الانتفاضة وأطلقت العديد من العمليات ضد المحتل، منها تلك التي استهدفت السكك الحديدية ومحطة الكهرباء والثكنات العسكرية.
وأضاف أن “هذا الحدث دشن لاندحار المستعمر رغم القمع الذي تعرض له المقاومون والوطنيون المشاركون في هذه الانتفاضة”.
وأبرز الكثيري أيضا أهمية انتفاضة 16 غشت في وجدة والأحداث التي تلتها في بركان وبني يزناسن وغيرها من المناطق المجاورة، مسجلا، في هذا الإطار، أن “هذا اللقاء يسلط الضوء على مسيرة النضال الوطني الذي يشكل تراثا تاريخيا وطنيا وجزءا من الذاكرة الجماعية للشعب المغربي”.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص الكاتب العام لولاية الشرق، عبد السلام الحتاش، ورئيس المجلس الجماعي لوجدة، محمد عزاوي، ومنتخبون، وقدماء المقاومين، وشخصيات أخرى، تم تسليم أوسمة ملكية إلى ذوي متوفيين اثنين من أعضاء أسرة المقاومة.
وبهذه المناسبة، تم أيضا تكريم عشرة من قدماء المقاومين المتوفين، كما تميز هذا المهرجان بتوزيع ما مجموعه 236 مساعدة مالية واجتماعية لفائدة قدماء المقاومين أو ذوي حقوقهم، بغلاف مالي يقدر بـ 516 ألف درهم.
وقد سبق تنظيم هذه التظاهرة إحياء ذكرى شهداء وأبطال الاستقلال في ساحة 16 غشت بوجدة.
يذكر أن مدينة بركان ستستضيف حدثا مماثلا بمناسبة الذكرى 70 لانتفاضة 17 غشت 1953 في تافوغالت (إقليم بركان)، حيث سيحظى أعضاء أسرة المقاومة بتكريم ومساعدات مالية واجتماعية.
وتعكس الانتفاضات الشجاعة لـ 16 غشت بوجدة و17 غشت 1953 بتافوغالت البطولة والتضحيات الجسام التي قدمها سكان المنطقة الشرقية للدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وهكذا، أظهرت انتفاضة 16 غشت، التي قادها وطنيون من الشرق، التشبث الراسخ لسكان المنطقة بالقيم الوطنية التي يجسدها المغفور له محمد الخامس، الذي قاد، بمعية شعبه، النضال من أجل التحرر والاستقلال.