الكلفة المالية للدخول المدرسي تضع الأسر المغربية في قلب “دوامة جديدة”
مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، تجد الأسر المغربية نفسها مجددا داخل دوامة “الأعباء المادية” لهذا الدخول “المرهق”، من شراء للوازم المدرسية والكتب وأداء لرسوم التسجيل…
ومع ارتفاع تكاليف المعيشة وتواصل “الآثار المادية غير المباشرة” لعيد الأضحى وكذا مصاريف العطلة الصيفية، خرجت الجماعة الترابية “فم الحصن” القروية بإقليم طاطا لإعلان “تزويد جميع تلاميذ السلك الابتدائي بالأدوات والكتب المدرسية، إلى جانب توفير جميع الكتب والمقررات والمراجع الضرورية لتلاميذ الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي”.
وجاء في بلاغ للجماعة الترابية أن “هذا الأمر جاء أساسا لتشجيع التلاميذ على التحصيل الدراسي، وتخفيف أعباء ومصاريف الدخول المدرسي على الأسر”.
وطالب نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تناقلوا البلاغ، بـ”تعميم الأمر، لما لذلك من آثار إيجابية مادية ونفسية على الأسر التي أصبحت تعاني على جميع الجبهات”.
الدولة تخفف العبء
لحسن مادي، خبير تربوي، قال إن “المغرب يعتمد استراتيجية مليون محفظة، كما أن السلطات لها مسؤولية توفير اللوازم الدراسية لدى الأسر الفقيرة خاصة بالمجال القروي”.
وأضاف مادي : “حديث جماعة فم الحصن عن قرار تخفيف أعباء الدخول المدرسي عن الأسر له أهداف انتخابية وسياسية؛ لأنه في الأصل هذا أمر واجب عليها، حيث يقع ذلك ضمن مسؤولياتها، باعتبارها جماعة قروية تعرف فيها الأسر عجزا ماديا يقف كعائق أمامها لشراء هاته اللوازم”.
واعتبر الخبير التربوي ذاته أن “جميع المدارس بالمملكة المغربية توفر الكتب للتلاميذ، في إطار استراتيجية تستهدف بالأساس الأسر المعوزة؛ في حين تبقى الأسر الأخرى التي لها مؤهلات مادية نسبية قادرة على شراء هاته اللوازم”.
وشدد المتحدث عينه على أن “الجماعات لها مسؤولية المساهمة في توفير وسائل ولوازم التدريس للأسر، والتي تجد داخل هذا الوسط صعوبات مادية كبيرة”.
أما فيما يخص دعوات النشطاء إلى تخفيض أو إلغاء رسوم التسجيل التي أصبح عدد من الأسر غير قادرة على مجابهتها، بيّن مادي أن “هاته الرسوم إذا كانت تشكل عبئا على الأسر، فمن حقها المطالبة بإلغائها أو تخفيضها”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من ذلك فهي رسوم معقلنة وضئيلة، وتفيد بالأساس التدبير الداخلي للمؤسسة”.
شراكة مع مجال التأمين
سجل طارق البخثي، رئيس المنتدى المغربي لحماية المستهلك، أن “بادرة جماعة فم الحصن بإقليم طاطا تنم عن الشعور بالمواطنة لدى السلطات الرسمية تجاه المناطق المهمشة”.
وأضاف البخثي أن “الحديث عن وجود عبء مالي تجاه الأسر خلال الدخول المدرسي أصبح موضة. كما أن هذا الأمر مرتبط بالأساس بالعادات والسلوكيات الاستهلاكية من قبل بعض الأسر المغربية، التي تقضي فترات العطلة الصيفية بأثمنة باهظة، دون وجود وعي لها بالعواقب المادية المستقبلية، والتي تتضح خلال فترة الدخول المدرسي”.
وأشار رئيس المنتدى المغربي لحماية المستهلك إلى أن “الحديث عن عبء مادي للوازم المدرسية ورسوم التسجيل يهم بالأساس الفئات الهشة. أما الفئات الأخرى، خاصة المتوسط، فهي بالأساس معنية بطريقة وسلوك الاستهلاك”.
حسب المتحدث، فإن “رسوم التسجيل كانت في السابق رمزية، لا تتجاوز الـ30 درهما، وتشمل بالأساس التأمين، الذي يبقى إجباريا بالأساس”، لافتا إلى أن “معالجة إشكالية الرسوم الدراسية تتمثل في حوار مستفيض، أو شراكة أو عقد بين شركات التأمين والوزارة الوصية والتي من خلالها يمكن تخفيضها وإرجاعها إلى العهد السابق”.