تظاهر المزارعون ومربو الماشية في إسبانيا، صباح اليوم الثلاثاء، في قرطبة بالتزامن مع اجتماع لوزراء الزراعة الأوروبيين في إطار الرئاسة الدورية لإسبانيا للاتحاد الأوروبي، للمطالبة بتغيير السياسات الزراعية الأوروبية و”مواجهة الوضع الأعزل الذي يمر منه القطاع الزراعي الذي تهدده المنافسة غير العادلة من دول ثالثة وارتفاع تكاليف الإنتاج أمام انخفاض ربحية المزارعين”.
وكانت منظمات مهنية إسبانية، على غرار رابطة المزارعين الشباب “ASAJA” وتنسيقية منظمات المزارعين ومربي الماشية “COAG” واتحاد صغار المزارعين ومربي الماشية”UPA” وهيئات مهنية أخرى، قد دعت، في بيان مشترك، إلى التعبئة للتظاهر من أجل “حث الاتحاد الأوروبي على إقرار إجراءات وقواعد جديدة تضمن الربح للمزارعين وتعزز من تنافسية منتجاتهم؛ وبالتالي تحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الخارج”.
من جهتها، كشفت “رابطات منتجي ومصدري الخضر والفواكه والزهور والنباتات الحية” في إسبانيا (FEPEX)، اليوم الثلاثاء، أن “إنتاج الطماطم في الاتحاد الأوروبي بلغ برسم العام 6,2 مليون طن، أي أقل بنسبة 13 في المائة عما كان عليه الوضع قبل خمس سنوات”؛ فيما بلغ الإنتاج الإسباني من هذه المادة 1,6 ملايين طن، بانخفاض قُدر بحوالي 20 في المائة مقارنة بالكميات المُنتجة على امتداد السنوات الخمس الماضية.
وسجل المصدر عينه أن إنتاج هولندا بدورها من الطماطم الموجهة للاستهلاك عرف انخفاضا قُدر بـ15 في المائة برسم السنة الماضية مقارنة بالأرقام المسجلة في العام 2018؛ وهو الأمر نفسه بالنسبة لبولندا التي انخفض إنتاجها بنسبة 6 في المائة، مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمس سنوات.
وفي تفسيرها لأسباب “الانخفاض المثير للقلق في إنتاج إسبانيا والاتحاد الأوروبي من الطماطم”، أشارت “FEPEX” إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى “النمو القوي للواردات من بلدان ثالثة، خاصة المغرب”، حيث ارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من الطماطم من 575 ألف طن سنة 2018 إلى حوالي 795 ألف طن برسم السنة الماضية، بارتفاع قدر بـ38 في المائة.
ومن مجموع ما استورده الاتحاد الأوروبي من هذه المادة برسم السنة الماضية، البالغ حوالي 795 ألف طن، جاءت الطماطم المغربية على رأس القائمة، إذ صدرت الرباط لوحدها أزيد من 557 ألف طن إلى دول الاتحاد الأوروبي في العام الماضي؛ فيما عرفت الصادرات المغربية من هذه المادة في اتجاه الدول الأوروبية ارتفاعا بأكثر من 40 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية.
يشار إلى أن مجموعة من المواقع المتخصصة كانت قد كشفت أن الصادرات المغربية من الخضر والفواكه سجلت، في الآونة الأخيرة، ارتفاعا مهما في اتجاه عدد من الأسواق الأوروبية؛ وهو ما فسره خبراء تحدثوا لهسبريس، في وقت سابق، بـ”جودة المنتج المغربي وتداعيات أزمة كورونا التي ألغت الوساطة الفرنسية والإسبانية في وصول الفواكه والخضر المغربية إلى باقي الأسواق الأوروبية الأخرى”.