وقد أثرت أطوار هذه الأمسية الشعرية، التي حضرها عدد من محبي ومتذوقي الشعر، ثلاثة أسماء شعرية مغربية، وهي رشيد المومني ومحمد أحمد بنيس ودليلة فخري، إلى جانب الشعراء الإسبان، ماريا روسال ناداليس ورافاييل باييستيروس دوران وفرانسيسكو موراليس لوماس، الذين شنفوا أسماع الحضور بشذرات شعرية باللغتين العربية والإسبانية.
وقال الشاعر المغربي رشيد المومني، الذي استعرض على الحضور قصائد من ديوانه الشعري “ليالي الروح الزرقاء”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه القراءات الشعرية بين الضفتين هي فرصة بالنسبة للشعراء المغاربة للتعرف على التجربة الشعرية الإسبانية، “كما يقارب من خلالها الشعراء الإسبان الكتابة الشعرية المغربية، التي ارتقت كثيرا في السنوات الأخيرة”.
كما أبرز الشاعر المومني أهمية اللقاء الشعري المغربي الإسباني الأول، الذي يتم فيه الانفتاح على الشعر والأدب في الضفة الأخرى، مضيفا أن اللقاءات الشعرية الثنائية بين الثقافتين المغربية والإسبانية تستحضر على الخصوص الذاكرة المشتركة التي تختزلها الأندلس.
من جانبه، قال الشاعر الإسباني، رافاييل باييستيروس دوران، الحائز على جائزة الآداب الأندلسية، وجائزة الأندلس في النقد الأدبي، في تصريح مماثل، إن هذه التظاهرة تتيح للشعراء المغاربة والإسبان التعارف فيما بينهم، مبرزا أن الطرفان يتشاطران فكرة خلق نموذج شعري حديث.
وأضاف الشاعر باييستيروس أنه تعرف خلال هذه التظاهرة على عدد من الشعراء المغاربة، واطلع على مجموعة من القصائد الشعرية المغربية المترجمة، معتبرا إياه “شعرا متنوعا ومثيرا للاهتمام”.
كما استمع الجمهور بقراءات زجلية من أداء الشاعرة المغربية الشابة، دليلة فخري، الذي قدمت مجموعة من القصائد من ديوانها الأخير “يوم ميلادك نور اللوز”، الصادر عن بين الشعر في المغرب.
ولم تخفي الشاعرة دليلة، التي صدرت لها دواوين شعرية متعددة ضمن هذا الجنس الأدبي المغربي المتميز، في تصريح مماثل، سعادتها بالمشاركة في هذا اللقاء الشعري المغربي الإسباني، “لتعزيز حضور الزجل المغربي والتعريف به في الضفة الأخرى من المتوسط”.
وقد افتتح أمس الخميس اللقاء الشعري المغربي الإسباني الأول، الذي ينظمه بيت الشعر في المغرب وجمعية الصداقة الأندلسية المغربية (فرع مدينة الرباط)، تحت شعار “جيران في الشعر”، بلقاء عقده الشعراء الإسبان، المشاركين في هذه التظاهرة، تقاسموا خلاله تجاربهم الأدبية وعلاقتهم بالكتابة الشعرية، مع طلبة شعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بحضور عدد من الشعراء والأساتذة الجامعيين المغاربة.
وسيختتم اللقاء الشعري المغربي الإسباني الأول بإقامة “قوارب أبي رقراق الشعرية”، وهي زيارة ثقافية وشعرية من ضفة واد أبي رقراق بالرباط، إلى الضفة الأخرى بمدينة سلا.