ماذا لو لم نكن مسلمين مؤمنين بالله و بقضاءه وقدره، كيف ستكون رؤيتنا للموت الذي لطالما يخطف من المرء قرة عينه في لحظة دونما تشاور و تبرير؟
وماذا لولا إيماننا بحكم الله في عطاءه و أخذه، هل كنا سنرضى بأوضاع هذه الحياة الغدارة التي نعيش على أوهامها الباطلة؟
و ماذا لو لم يكن الله عز وجل قد ميزنا بجميل الصبر و السلوان، هل كنا سنُكره أنفسنا على اقتراف المعاصي عند كل الشدائد و الأهوال؟
و ماذا لو لا طهارة قلوبنا نحو الله تعالى، هل كانت أفئدتنا تقوى على الصبر و السكينة لفراق و هجران حبيب، حينما تسرقه واحدة من الاحداث الأليمة الني لم تتوقف الحياة على صناعتها في كل لحظة و يوم؟
أسقي عماد، من مواليد 1999 بدوار السادات بالجماعة الترابية مولاي عيسى ابن ادريس قبيلة أيت اعتاب باقليم ازيلال، واحد من الأساتذة ضحايا حادثة النقل المزدوج بايت بولي باقليم ازيلال، البريئ الذي قطفت( بضم القاف ) زهرة شبابه قبل ان يتفتح صدره للحياة. القمر المنير الذي أفل قبل ان يضيء بيت أهله و عشيرته. الورد الذي ذبل قبل ان تشتم والدته حلاوتها و القلم الذي جف حبره قبل ان يسطر رسالته العلمية لمتعلميه.
الفقيد، خريج الفوج الأخير للتعليم، من عائلة متواضعة اجتماعيا، كانت تمني نفسها في أن يغير الراحل ابنها البكر من حياتها نحو الافضل، و التي ظل يسود الاعتقاد لديها انه مع بداية تعيين ابنها استاذا، قد يمحو ذلك من بالها شدائد الأزمات التي صاحبت أهوال تكبيره و سهر تعليمه، إلى أن خطفه الموت و هو في طريقه لتعليم الناشئة، فهلك و هلكت معه أحلام الجميع.
إن من ضيق الدنيا و بؤسها ان تسمع عن هذا الاستاذ الشاب الذي مع أول راتب يتوصل به، يصرفه في اسعاد كل الكبير والصغير من أهله، ويطلع أصدقائه في آخر حديث له معهم أنه سيقيم وليمة خاصة بهم في الموعد المقبل الذي انتهى قبل أن يتحقق فعله.
إن من جملة ما كان يضايق الفقيد في صدره قيد حياته, أنه كان دوما يظهر للعائلة شديد خوفه من صعوبة الطريق التي كانت تأخده نحو العمل، و كأنه يدرك بأن بلوى هذه الطريق من ستوقع على نهاية حياته.
و نظير هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي القلبية الى أهل واسرة ال اسقي بدوار السادات و بكل مناطق قبيلة أيت أعتاب، سائلين الله عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة و أن يصفح عن ذنوبه وأن ينزله عنده منزلة الصالحين إلى جوار سيد الخلق والنبيئين والشهداء, و أن يصرف عن أهله و ذويه ضيق الحزن و أن يعوضهم خير من الفقيد ، و إنا لله وإنا إليه راجعون.