وأوضحت السيدة ديوب وهي ممثلة، وعارضة أزياء، ومخرجة سينمائية سنغالية في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة السينمائية الرفيعة تتيح للجمهور الشغوف بالفن السابع، الغوص في ثنايا الثقافة الإفريقية، والسفر في رحاب وهج السينما الإفريقية.
وأضافت أن أيام المهرجان كفيلة بالوقوف عند “ثلة رائعة من الأعمال السينمائية”، منوهة بالعمل الذي يقوم به القيمون على هذا الموعد السينمائي الذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبخصوص التيمات التي تقاربها الأشرطة المشاركة والمستلهمة من واقع المجتمعات الإفريقية، اعتبرت المتحدثة ذاتها أن الأفلام المتنافسة تستمد زوايا معالجتها بالنسبة للمخرجين من خلفيات فنية متنوعة وعالمية، وتعمل على مقاربة مواضيع مختلفة تستهوي السينيفيليين، مبرزة أهمية “تمكين المخرجين الشباب على الخصوص، من التعلم من كبارنا، والاستفادة من ثقافتنا، والاعتماد على قيمنا، حتى يكون بمستطاعهم سرد القصص الصميمة بالمجتمعات الإفريقية، بواقعية أكثر”.
وفي هذا الصدد، أعربت السيدة ديوب عن أملها في أن يتم العمل بتؤدة على “تفنيد الصورة النمطية اللصيقة بإفريقيا سيما باعتبارها مسؤولة عن تفاقم ظاهرة الهجرة أساسا، من خلال تعزيز الانتاج السينمائي، لأن “الجودة تأتي من الكم”.
وبشأن الأدوار الذي تضطلع بها السينما، قالت ديوب إن الأمر يتعلق بصرخة مدوية ضد ممارسات عنيفة ضاربة في عمق المجتمعات من قبيل الزواج القسري، وختان البنات والصراع من أجل البقاء .
ولفتت السيدة ديوب وهي مديرة مهرجان “التيرانغا” السينمائي بالسنغال، أن المرأة احتلت دوما مكانتها التي تستحق في السينما الإفريقية عموما، “وأسهمت في إضافة لبنتها في صرح السينما الإفريقية”.
واستشهدت في هذا الصدد بفيلم “رسالة من قريتي” (1976)، للمخرجة السنغالية وعالمة الإثنيّات صافي فاي (1943 – 2023)، التي تعتبر أول مخرجة سينمائية إفريقية.
وشددت ديوب على الحاجة في هذا الاتجاه إلى مضي السينما الإفريقية قدما وإلى أبعد مدى، تأسيا بما قام به الرواد من السينمائيين والسينمائيات في هذا الباب، حتى تحتل السينما الإفريقية المكانة التي تستحقها.
ويتوخى المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، المنظم إلى غاية 18 ماي الجاري تحت شعار (السينما الإفريقية.. جمالية تسائل عصرها) تكريس التقاليد السينمائية الإفريقية، من أجل تعزيز الإشعاع الذي يستحقه الفن السابع الإفريقي.