وأوضح السيد المالك، في افتتاح مؤتمر دولي حول “المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير”، تنظمه الإيسيسكو بتعاون مع مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن الإيسيسكو تعبئ كل هياكلها من أجل تعزيز مكانة اللغة العربية، لا سيما حضورها على الصعيد العالمي، عبر الاهتمام بمجالات التربية والتكوين فيها.
وسجل أن المنظمة تعمل، بتعاون مع مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، على النهوض بالمعجم العربي، على اعتبار أن المعجم يشكل الرصيد اللساني لكل لغة بأنظمته البنيوية وقواعده التشكيلية ومساحاته الدلالية، كما أنه يعد مجالا خصبا للباحثين من مختلف التخصصات العلمية.
واعتبر أنه ينبغي التساؤل عن مدى قدرة المعجم العربي المتداول في المستويات التربوية والثقافية الرسمية على الاستجابة للحاجات الفكرية والثقافية والعلمية والتواصلية المتغيرة في ظل الثورة الرقمية التي يعيشها العالم، داعيا، في السياق ذاته، إلى تضافر الجهود من أجل الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتعزيز دور معجم اللغة العربية، خاصة في تعليم هذه اللغة للناطقين بها وبغيرها على حد سواء.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، عز الدين البوشيخي، إن هذا المؤتمر، الذي يلتئم فيه ثلة من الخبراء والباحثين من مؤسسات علمية دولية، يشكل مناسبة مهمة لإبراز دور معجم اللغة العربية واستخداماته، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، وتبادل الخبرات بغية تطوير المناهج التعليمية واستراتيجيات البحث العلمي في المجال.
وأبرز السيد البوشيخي دور مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في نهضة اللغة العربية والارتقاء بها إلى مصاف اللغات العالمية، وذلك عبر العمل على إصدار معجم تاريخي يضم جميع الألفاظ المستعملة في لغة الضاد على مدى 20 قرنا في النقوش والنصوص، مشيرا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحولات التي طالت مباني ومعاني اللغة عبر الزمن.
وأكد أن المؤسسة ستعمل، بشراكة مع منظمة الإيسيسكو، على إصدار معجم للغة العربية ضمن بوابة إلكترونية متعددة الخدمات مع بيبليوغرافيا للإنتاج الفكري العربي في شتى مجالات المعرفة والعلوم ذات الصلة باللغة العربية، مضيفا أن المؤسستين بصدد إصدار مدونة رقمية تضم أمهات المصادر والوثائق المرقونة والقابلة للبحث والتخزين والاسترجاع، والتي يبلغ عدد كلماتها مليار كلمة، وذلك بهدف تعزيز اللغة العربية وتعليمها بشكل فعال وواضح للناطقين بها وبغيرها.
من جانبه، أكد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، المصطفى أبو معروف، أن المعجم يكتسي أهمية بالغة في حفظ اللغات والعناية بها، باعتباره المدخل اللساني الأول والأساسي لكل لغة، مسجلا أن “علماء اللغة العربية، على مر التاريخ، أولوا عناية كبيرة لحفظ اللغة ومعانيها ومصطلحاتها من خلال معاجم لغوية بدءا من الرائد في هذا المجال الخليل بن أحمد الفراهيدي وانتهاء بالجهود العلمية المعاصرة”.
وأشار السيد أبو معروف إلى أن الجامعة المغربية بكل مكوناتها تعمل على تعزيز دورها في هذا المجال، إذ تساهم باقتراحات وتصورات علمية من شأنها جعل كل المشاريع “حقيقية وفعالة” لضمان التنمية اللسانية والعلمية للمجتمعات، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى المعاجم في عملية التعلم.
وشدد على أن جامعة السلطان مولاي سليمان عازمة على الانضمام بشكل فعلي إلى المشاريع المعززة لمكانة اللغة العربية وطنيا ودوليا، مضيفا أن الجامعة تضع جميع إمكاناتها اللوجستية والعلمية رهن إشارة كل المشاريع التي من شأنها الإسهام في تعليم ونشر اللغة العربية على نطاق واسع.
ويهدف هذا المؤتمر الدولي، المنظم على مدى يومين، إلى إبراز دور المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، والارتقاء به عالميا، بالإضافة إلى العمل على تجميع المصطلحات والمعاني لحفظ هذه اللغة وصيانة مكوناتها اللسانية.
ويعرف المؤتمر تنظيم ست ورشات وجلسات للنقاش، تتمحور حول المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في اللغة واللسانيات.