في هذا الإطار، تتحول ساحة فيلا الفنون من خلال هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 30 يوليوز المقبل، إلى فضاء حقيقي للفن التشكيلي تتناثر فيه لوحات فنانة رقيقة تعد برحلة خفية عبر فرشتها الذكية ولمساتها المتفردة، ولكن قبل كل شيء بروح فنية متحررة متصالحة مع الجسد.
ويعد الجسد في أعمال إيمان فرياني الأقرب إلى ميولاتها ومكان التقاء، حيث يتشكل الشعري والسفر بالمشاهد لاستكشاف خيال مرصع بالحكايات والذكريات.
في هذا المعرض الفردي، الذي تنظمه مؤسسة المدى، تتعقب إيمان فرياني الجسد ثم وضعيات وتسائلها بقلق هاديء، كما تلتقط ردة فعلها في فورتها متوسلة بتركيبات ملونة ومتراكبة.
لوحاتها تحمل ما يعطي للمرأة قوتها وحضورها في المجتمع، وتجعل المتلقي يتأمل أعمال الفنانة الشابة إيمان فرياني التي تنضح بالحياة والأمل، وذلك بكثير من الإعجاب الذي يدعو للتأمل والتأويل.
وقالت فرياني، التي تفضل الاشتغال على القماش الشفاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن معرض” الجسد الشعري” هو تمثيل حميم لما يمثله الرقص، والأهم بالنسبة لها هي العاطفة والرسائل المنقولة، وبالتالي يصبح الجسد وسيلة للتعبير”.
وأردفت “من خلال هذا المعرض، أود أن أدعو الزوار إلى أن يكونوا ممتعين في تأملاتهم وأن يعبروا عن ذواتهم في ما يرونه ويشعرون به من خلال لوحاتي”.
وقالت فرياني، التي هي من مواليد مدينة الدار البيضاء حيث واصلت دراستها إلى غاية حصولها على ماستر في التدبير، إنها تخلت عن فكرة ضمان مستقبلها في عالم ريادة الأعمال لتتفرغ لشغفها الذي كان أيضا شغف والدها فوجدت طريقة أفضل لتهدئة أفكارها.
وبخلاف والدها، الذي كان يشتغل بأقلام الرصاص والفحم وابتكر شخصيات محاطة بمجالات سوداء وبيضاء في سحر رائع، يبدو أن إيمان فرياني تميل أكثر نحو ألوان وأنسجة أكثر تعبيرا وإثارة للاهتمام.
وبفضل قوة المادة والألوان التي أدركتها الفنانة، فإنها ترسم كل ما تحب أن تكرس نفسها له وتسافر بالمشاهد عبر رحلة مغرية لاكتشاف العالم السري للمرأة بلمسة فرشاتها، إذ ترسم “ما تكون عليه المرأة وما تريد أن تكون وما تستطيع أن تكون”.
وقالت فرياني، التي تتخذ من موضوع ” العيش أن ترسم” شعارا شخصيا لها، إن قضية المرأة تحظى دائما باهتمامي الكبير .. ففي جميع معارضي ركزت على المرأة واحتياجاتها ونقاط القوة والضعف لديها.. أواصل العمل على هذا الموضوع … ربما سيتغير يوما ما، ولكن في الوقت الحالي أفضل ترك الأمور كما هي”.