مصافحة تاريخية بين وزيري خارجية “المغرب” و”جنوب أفريقيا” تفتح سؤال علاقات البلدين
ماب ميديا
التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، “ناصر بوريطة”. الذي يمثل المملكة المغربية في أشغال الدورة 45 العادية للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي. العديد من نظرائه الأفارقة. وفي جدول أعمال هاته اللقاءات العلاقات المغربية مع هاته البلدان. حيث تم التداول في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد شكلت المصافحة التاريخية بين وزيري خارجية المغرب وجنوب أفريقيا مركز الحدث خلال هاته القمة القارية.
وهكذا وخلال هاته المشاركة التقى “بوريطة” عددا من نظرائه الأفارقة. جيث تم التداول في المواضع ذات الاهتمام المشترك.
وفي سياق ذي صلة ظهر “بوريطة” في صورة جمعته بوزير خارجية جنوب إفريقيا، “رولاند رمولا”. حيث ظهر الوزيران وهما يتصافحان وتعلو وجوههما ابتسامة عابرة. وهي الصورة التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية. ليبقى التساؤل المطروح ما اذا كانت مجرد مصافحة مجاملة، حسب البروتوكول المعمول به بين وزراء الخارجية. أم أنها تتعدى ذلك إلى حمل رسائل مشفرة.
وتعقيبا على هاته الصورة. قال محللون ومهتمون بالعلاقات الإفريقية. إن المملكة المغربية ما فتئت تتعاون مع “جنوب إفريقيا” على الرغم من معاداتها للوحدة الترابية للمملكة. وهو تطور نوعي في الدبلوماسية المغربية التي باتت ترفض سياسة الكرسي الفارغ أو القطيعة. بل على العكس من ذلك تعمل المملكة على تطوير علاقاتها الاقتصادية والتنموية مع هاته الدول.
فالدبلوماسية المغربية أصبحت على اقتناع بأنه لا يمكن بناء العلاقات على الأحقاد التاريخية. ولكن على العكس من ذلك يجب إقامتها على الأمل في المستقبل.
واعتبرت ذات الأوساط أن هاته المصافحة تعكس هذا التوجه للدبلوماسية المغربية. أخدا بعين الاعتبار التحولات السياسية التي تعرفها “جنوب إفريقيا”. والتي تفرض على الفاعل السياسي في هذا البلد أن يكيف مواقفه مع المتغيرات الإقليمية والدولية. وبالتالي تجاوز منطق الراديكالية في نسج العلاقات والتي كانت تجسد التوجه لدبلوماسية هذا البلد الأفريقي سابقا.