اختتمت السبت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي لإفران بتسجيل حضور قياسي وتأكيد مكانة هذه التظاهرة كحدث ثقافي متميز بالمغرب.
وتمكنت نسخة هذه السنة من المهرجان من استقطاب حوالي مليون زائر على مدى خمسة أيام، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به من لدن الجمهور المحلي والدولي.
واختتمت فقرات المهرجان بحفل رائع شارك فيه نخبة من الفنانين ذائعي الصيت الذين ألهبوا حماس الجمهور بأدائهم الاستثنائي.
وتميز اليوم الختامي للمهرجان الدولي لإفران بتنظيم حدثين هامين تمثلا في “كرنفال الماء” الذي جاب شوارع المدينة بمشاركة أزيد من 160 طفلا مشاركا في المخيمات الصيفية بالإقليم.
بالموازاة، تم تكريم طارق السكتيوي مدرب المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم الفائز بالميدالية البرونزية بأولمبياد باريس 2024، مؤكدا بالتالي تميز المغرب في الميادين الرياضية والثقافية.
وألهب الفنانون محسن إفران الوجه الفني البارز ، والحر وأعراب حدو الفنان الفرنسي الصاعد دادجو، الذيت تناوبوا على منصة السهرة الختامية للمهرجان، حماس الجمهور بتقديم باقة من أغانيهم المتميزة.
وساهم هذا الحدث الثقافي في الاحتفاء بالغنى الثقافي والفني للمغرب، حيث عاشت مدينة إفران على إيقاع العروض الفنية المتميزة والمعارض والأنشطة المتنوعة، مما أتاح للزوار التعرف عن كثب على الثقافة المغربية ولاسيما المرتبطة بمنطقة الأطلس المتوسط.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر المدير الفني للمهرجان نبيل الجاي عن سعادته بنجاح هذه التظاهرة، مؤكدا ان الفريق الساهر على تنظيم هذا الحدث كان يهدف إلى تجاوز الحضور المسجل في السنة الماضية، وهو تحد نجحنا في رفعه.
وأضاف السيد الجاي أن هذا النجاح لم يأت بمحض الصدفة، وإنما جاء ثمرة عمل دؤوب وحسن التخطيط والتنظيم.
وأوضح “أننا قمنا بتيهئة المنصة الرئيسية لاستقبال أكبر عدد من ممكن من المتفرجين”، مسجلا انه تم إعداد البرمجة الفنية بعناية فائقة لإرضاء الأذواق المتنوعة للجمهور والشباب وكبار السن، وكذا الزوار الأجانب.
وقد احتفت هذه التظاهرة بالتنوع الموسيقي المغربي من خلال اقتراح مزيج من الأنماط الموسيقية التقليدية والعصرية. وعرف هذا الحدث مشاركة فنانين ذائعي الصيت كنجاة عتابو وحاتم عمور والحر وزهير أضحى، بالإضافة إلى مواهب صاعدة في عالم الغناء.
وتمثلت إحدى أقوى لحظات المهرجان في تنظيم “سيمفونية أحيدوس” بمشاركة 260 موسيقيا وراقصا يمثلون 29 قبيلة بجهة إفران، أبرزت غنى التراث الثقافي اللامادي للمنطقة.
وفضلا عن بعده الفني، يضطلع المهرجان الدولي لإفران الذي تأسس سنة 2016 بدور هام في النهوض بالسياحة والاقتصاد المحلي.
كما يهدف إلى إبراز المؤهلات الاقتصادية والطبيعية والسياحية لإقليم إفران، والاحتفاء بتنوع التراث اللامادي المغربي وانفتاحه على ثقافات العالم.
وأكدت نسخة هذه السنة من المهرجان على أهمية الحفاظ على البيئة من خلال اختيار شعار “الغابة تراث وطني”.
ويعزى هذا الاختيار إلى الموقع الجغرافي الفريد لإفران، الواقعة في قلب غابات الأرز بالأطلس المتوسط.