في خرجة إعلامية جديدة متجددة تكرس عمق العداء الذي يكنه النظام الجزائري للمغرب والمغاربة. قال الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، “عبد المجيد تبون”. إن بلاده لن تتخلى عن دعمها لجبهة “البوليساريو” الانفصالية. معتبرا في موقف غريب أن موقفه هذا جزء لا يتجزأ من هوية الجزائريين، على حد قوله.
جاء هذا التصريح العدائي للمغرب والمغاربة في سياق حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في 7 سبتمبر المقبل. وتحديدا خلال تجمع انتخابي عقده “تبون” بولاية وهران. في إطار محاولته استمالة دعم صقور المؤسسة العسكرية. المتحكمة فعليا في دواليب الحكم بالجزائر. وعلى رأس القائمة قائد الجيش، “الجنرال سعيد شنقريحة”. لضمان دعم المؤسسة العسكرية لمسعاه في الاستمرار في السلطة لفترة إضافية.
عداء للمغرب خلال حملة “تبون” الانتخابية
عكس موقف “تبون”، الأخير. عمق الحقد واستمرار النظام الجزائري في سياسته المعادية للمغرب والمغاربة ووحدة المملكة الترابية. وهي مواقف ما فتئ الرئيس الجزائري المنتهية ولايته يطلقها في أكثر من مناسبة.
وكانت حدة التوثر بين المغرب والجزائر قد تصاعدت منذ أغسطس 2021 مع قرار الجزائر العاصمة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية.
عداء جزائري للمغرب ويد ممدودة من الرباط للتعاون
في الوقت الذي يكشر النظام الجزائري عن أنيابه العدائية للمغرب والمغاربة ووحدة البلاد الترابية. يبقى المغرب فاتحا ذراعية للجزائر ومتمسكًا بسياسة اليد الممدودة.
وهي المواقف التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”، نصره الله. يعبر عنها في أكثر من مناسبة. عبر العديد من خطبه السامية. من خلال دعوة جلالته “الجزائر” لتجاوز الخلافات وبناء علاقات ثنائية قائمة على الثقة المتبادلة وسن سياسة حسن الجوار.
تصعيد دائم من قبل الجزائر اتجاه الرباط
على الرغم من مواقف المغرب الداعية لتحسين العلاقات مع الجزائر وبناء أسس علاقات أخوية قائمة على التعاون والاحترام. إلا أن هاته الأخيرة اختارت سياسة التصعيد اتجاه “الرباط. والذي عرف أوجه مع إعلان الخارجية الجزائرية يوم 24 أغسطس قطع علاقات الجزائر الدبلوماسية مع المغرب.
وهي الخطوة التي أتت بعد خمسة أيام فقط من قرار المجلس الأعلى للأمن الجزائري إعادة النظر في علاقاته الدبلوماسية مع المغرب.
وعلى الرغم من دعم الجزائر لجبهة “البوليساريو” بالمال والسلاح والسياسة. والذي تعبر عنه جهارا. إلا ان وزير الخارجية الجزائري، “رمطان لعمامرة”. اختار لتبرير قطع العلاقات مع المغرب الركوب على وتر الادعاء ب”دعم الرباط للمنظمات الإرهابية التي تسببت في حرائق الغابات التي اندلعت في الجزائر”.
وأضاف إلى هاته المستملحة اتهام “الرباط” بالتواطؤ مع “الكيان الصهيوني” لزعزعة استقرار الجزائر. ارتباطا بقرار هاته الأخيرة تجديد علاقاتها الدبلوماسية مع “إسرائيل”.
والأكيد أن الجزائر أصيبت بنكسة من مسلسل المد الداعم لموقف المغرب ولوحدته الترابية. بعدما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه. وما تلا هذا الموقف من اعتراف إسبانيا وفرنسا ودول أخرى بهاته السيادة.
عداء جزائري تاريخي للمغرب والمغاربة
لا تخف الجزائر معاداتها للمغرب والمغاربة ولوحدته الترابية. بل تعبر عنه ذلك جهارا كما هو الحال في موقف “تبون” خلال حملته الانتخابية.
مواقف تتسم بسجل تاريخي جزائري حافل بالعداء تجاه المغرب والمغاربة. وذلك لتحويل الرأي العام الجزائري عن مشاكله الأصلية الداخلية.
وما يعكس هذا التوجه. أن القرارات الجزائرية التصعيدية ضد “الرباط” أتت عقب دعوة جلالة الملك، محمد السادس، نصره الله. الجزائر لتأسيس علاقات جديدة. وذلك خلال الخطاب الذي ألقاه جلالته بمناسبة عيد العرش.
حيث أكد جلالته حاجة الجزائر والمغرب للعمل معًا لمواجهة تحدياتهما الاقتصادية والأمنية المشتركة. ودعوتها للحوار. وهي المواقف التي قوبلت بالرفض.
تحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية
أجمع المختصون على أن قرار الجزائر التصعيد ضد المغرب جاء عقب التطورات التي عرفها المغرب وإنجازاته الدبلوماسية. إضافة إلى محاولة امتصاص غضب الشارع الجزائري ضد النخبة الحاكمة بسبب استمرار غليان الشارع الجزائري وسعيه للتخلص من قبضتها. في مسعى لتحقيق إجماع داخلي ضد “عدو” أجنبي مشترك.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كان مجمدة لمعظم السنوات الـ 27 الماضية. حيث ظلت الحدود بين البلدين مغلقة منذ عام 1994. على الرغم من دعوات المغرب المتكررة لفتح الحدود منذ عام 2005. إلا أن الجزائر رفضت ذلك مرارا وتكرارا. بل قامت ببناء حائط وخندق عرضه خمسة أمتار على طول الحدود.