بقلم الأستاذ”محمد عيدني”
تتناول هذه الورقة البحثية التحديات المرتبطة بالتطرف والإرهاب في المغرب، مستعرضةً الإجراءات.. المتنوعة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة هذه المخاطر.
وفقًا لما ذكره الباحث يحيى بن عبد الوهاب، فقد اتبعت المملكة مقاربة شاملة تجمع بين الحلول.. الأمنية الاستباقية والقوانين الصارمة للحد من ظاهرة التطرف.
تظهر إحصائيات وزارة الداخلية المغربية أن السلطات الأمنية نجحت منذ عام 2002 في إحباط 500.. مشروع إرهابي وتفكيك 215 خلية إرهابية.
تشير البيانات إلى أن خطر التنظيمات الإرهابية يمتد إلى جميع أرجاء المملكة، حيث تشكل فئة.. الشباب محور اهتمام هذه الجماعات المتطرفة.
على الصعيد الفكري، تم إطلاق برنامج “مصالحة” في عام 2017، بالتعاون مع عدة جهات، لتعزيز.. إعادة تأهيل الأشخاص المرتبطين بقضايا الإرهاب.
وهدفت المبادرة إلى معالجة الفكر المتطرف وتعليم المستفيدين حول حقوق الإنسان والتفسير الصحيح للنصوص الدينية.
رغم هذه الجهود، تعبر الورقة عن قلقها من أن المبادرات الحالية لم تأخذ بعين الاعتبار الأسباب.. الحقيقية للتطرف.
إذ إن الاستراتيجيات الحالية تركز على المتعاطفين مع هذه الأفكار دون معالجة القادة الفكريين الذين يقفون وراءها.
تستعرض الورقة، عدة عوامل تؤدي إلى التطرف، بما في ذلك الجوانب الدينية والسياسية والاقتصادية.
وتؤكد أن فئة من الجماعات تعمل على نشر الدعوات لعدم التسامح مع الآخر، مما يعزز الهياكل الفكرية الخاصة بتوجهاتها.
في الختام، تدعو الورقة إلى تكامل الجهود لمواجهة الفكر المتطرف، وضرورة التركيز على التراث.. الديني كوسيلة لجذب الشباب وتجنيدهم.
كما تشير إلى أن التوظيف السلبي للدين لأهداف سياسية ضيق قد أسهم في دعم هذه الجماعات.. وزيادة مخاطر التطرف في المغرب.