في مشهد صادم يختزل عمق الفجوة بين السلطة والمواطنين، أقدمت شبيبة حزب الحمامة بغير مبالاة على الرقص والغناء.. على أنغام أغنية مهبول في مدينة أكادير، وذلك بعد أيام قليلة من الفيضانات الكارثية التي أودت بحياة العديد من الأبرياء.
في الوقت الذي كان يُنتظر منهم وقفة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا، انغمس هؤلاء الشباب في احتفالات غير مبالية.. فرحين بنجاحهم في الانتخابات الجزئية، وكأن قلوبهم خالية من الإحساس بمعاناة جيرانهم.
ردود الفعل الغاضبة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن مفاجئة.
فقد عبر المغاربة عن استيائهم من هذا السلوك غير المسؤول، معبرين عن حقدهم تجاه الحزب الحاكم، متهمين شبابه بعدم.. تحمل المسؤولية وفقدان روح التضامن.
العبارات الساخرة والحملة الالكترونية التي انطلقت تحت شعار “الشبيبة_التجمعية_أغراس_آر_أرواس” لم تكن سوى تعبير عن.. حالة من الغضب تجاه تصرفات تعكس افتقارهم للوعي الاجتماعي.
وسط آلام الفقد، واستمرار الإهمال، نرى هؤلاء الشباب يرقصون وكأن شيئاً لم يحدث.
فكيف يمكن للبعض أن يعتبروا أن الفرح في مثل هذه الأوقات هو علامة على القوة؟ يبدو أن العقل الجمعي..
لشريحة من الشباب الحزبي قد انفصل تماماً عن الواقع الذي يعاني منه المواطنون.
بدلاً من إدراك أهمية التضامن والمشاركة في معاناة الآخرين، يتمجد هؤلاء بنجاحاتهم السياسية ونجاتهم من الملاحقات بسبب.. الفساد والمحسوبية.
والرئيس الذي يُعتبر رمزا لهم، عزيز أخنوش، يُظهر من خلال ابتعاده عن قضايا الضحايا، أنه ليس معنيًا بمصير الشعب الذي يُفترض أنه يخدمه.
ليس مستغربًا بالتالي أن يسعى المواطنون للهرب من واقعهم المظلم، عبر تحدي البحار والطرق..
بحثًا عن حياة أفضل بعيدًا عن تلك الوجوه التي فرطت في إنسانيتها.
إننا نعيش في زمن يفتقر للقيادة التي تعيد بناء الثقة وتؤسس لمستقبل يمنح الأمل للأجيال القادمة.
البلد بحاجة إلى أحزاب تحمل هموم الشعب وترتقي بمستوى وعيهم، لا تلك التي ترقص على أنغام المآسي.