في الذكرى الثانية لانتفاضة مهسا: آفاق الانتفاضة والإطاحة بالنظام
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
أبعاد انتفاضة سبتمبر 2022
الانتفاضة التي بدأت في الأسبوع الأخير من سبتمبر 2022، بقيادة النساء والفتيات الإيرانيات الشجاعات، تُعد من أهم وأوسع الانتفاضات الشعبية التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة.
هذه الانتفاضة لم تأتِ مفاجئة، إذ توقعتها المقاومة الإيرانية بناءً على كفاحها الطويل ضد الديكتاتورية الدينية الحاكمة وفهمها العميق للوضع المتفجر في المجتمع.
اندلعت الانتفاضة ردًا على مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، واستمرت لأشهر متتالية، حيث اتسعت الاحتجاجات لتشمل أغلب المدن الإيرانية.
هذه الانتفاضة لم تكن ضد الحجاب فقط،
بل كانت تحديًا واضحًا لنظام ولاية الفقيه، كما تجلى في الشعارات التي رددها المتظاهرون مثل “الموت لخامنئي” و”الموت للديكتاتور”.
السياق التاريخي للانتفاضة
تستند انتفاضة سبتمبر 2022 إلى تاريخ طويل من الصراع ضد الاستبداد في إيران، بدأ مع الثورة الدستورية في عام 1906 واستمر حتى يومنا هذا.
على الرغم من مؤامرات الداخل والخارج التي أجهضت بعض التحركات السابقة مثل ثورة تأميم النفط،
إلا أن الروح النضالية للشعب الإيراني بقيت حية، وظهرت بوضوح في هذه الانتفاضة.
تطور الاحتجاجات
انتشرت الاحتجاجات بسرعة في جميع أنحاء إيران، بدءًا من طهران وسقز مسقط رأس مهسا أميني، وصولًا إلى العديد من المدن الأخرى مثل سنندج وكرج.
شهدت الانتفاضة انخراط الطلاب والجامعات في موجات غضب عارمة، وتحولت الشوارع إلى ميادين مواجهة بين المتظاهرين وقوات القمع.
في بيان صدر عن منظمة مجاهدي خلق في يناير 2023، تم توثيق توسع الانتفاضة إلى أكثر من 282 مدينة، مع سقوط أكثر من 750 شهيدًا واعتقال أكثر من 30 ألف شخص.
مستقبل الانتفاضة وآفاق التغيير
على الرغم من تزايد القمع بعد وصول بزشكيان إلى السلطة، إلا أن الانتفاضة لم تتوقف.
يبدو أن النظام الإيراني فقد القدرة على حل الأزمات المتفاقمة،
بما في ذلك تدهور حقوق الإنسان والاقتصاد المتردي.
من جهة أخرى،
تؤكد المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات الأخيرة وعدم مشاركة إلا 12% من الناخبين على فقدان النظام للشرعية الشعبية.
المطالب الشعبية
في الذكرى الثانية للانتفاضة، صاغت السيدة مريم رجوي مطالب الشعب الإيراني، وأكدت على ضرورة مواصلة الاحتجاجات والعمل على إسقاط النظام.
طالبت ببوقف سياسة المساومة الدولية مع النظام الإيراني.
وضرورة إدراج الحرس الثوري ضمن القوائم الإرهابية.
الكلمة الختامية
النظام الإيراني يجد نفسه في مأزق مع تزايد الأزمات الداخلية والخارجية، وليس أمامه إلا المزيد من القمع لتأجيل الانفجار الاجتماعي المحتوم.
لكن الشعب الإيراني يظهر استعدادًا لتحمل التضحيات من أجل تحقيق الحرية والعدالة، مما ينبئ بأن الغضب الشعبي لن يهدأ حتى يتم إسقاط النظام.