اهتزت مدينة سلا قبل أسبوعين على جريمة قتل راح ضحيتها رجل من ذوي السوابق العدلية وجدت جثته في منطقة محاطة بالأعشاب والأشجار بمنطقة بطانة الواقعة بين مدينتي الرباط وسلا.
وحسب مصادر إعلامية محلية فقد إنتقل فريق علمي من الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا إلى عين المكان رفقة شرطة بطانة، فور العثور على جثة الهالك. لتباشر التحريات والمسح العلمي التقني لمسرح الجريمة من أجل تحديد هوية الجناة المحتملين.
وفعلا تمكنت المصالح الأمنية من حل ملابسات القضية في وقت قياسي حيث أوقفت ثلاثة أشخاص إثنين منهما من أصحاب السوابق العدلية. لتكشف التحريات الأولية عن أن الجريمة مرتبطة بشبهة شذوذ جنسي تتعلق باتهام الجاني لصديقه الضحية بالتحرش بقاصر من أطفال الشوارع، يعتبره المتهم _ملكا له_. وذلك في جلسة خمرية جمعتهما مع شخص اخر في مكان وقوع الجريمة. والتي تحولت إلى تبادل ضرب بين الجاني والهالك قبل أن يوجه الجاني طعنة بسلاح أبيض لصديقه مسقطا إياه جثة هامدة تحت أنظار مرافقيهما اللذان تم إعتقلاهما أيضا ومتابعتهما بتهمة عدم التبليغ عن جريمة القتل.
وحسب الرواية المتداولة حول ملابسات القضية والتي كشفت عنها التحقيقات الأولية. فإنه من المعتاد رؤية أشخاص يدخلون تلك الغابة رفقة أطفال قاصرين من متشردي مدينة سلا، لإقامة جلسات خميرية. ما رجح إحتمالية تعرض هؤلاء الأطفال إلى سلوكات شاذة أثناء تلك الجلسات.
وأبرزت ذات التحريات أن الأمر يتعدى التحرش أو سلوكيات تقتصر على ليلة عابرة، بل “تملك” هؤلاء الأطفال والغيرة عليهم كما حصل في هذه القضية. حيث نشب الشجار المفضي للجريمة بدافع “الغيرة” بعد اتهام الجاني للهالك أنه تطاول متحرشا “بغلامه”.
والغلام مسطلح يعبر عن _العبد_ الصغير في العمر الذي يخدم سيده في كل شيء حتى في تفريغ مكبوتاته الجنسية. وهو أمر منتشر بكثرة في دول تعيش قطيعة مع حقوق الإنسان مثل أفغانستان، وقديما كان أمر شائع في كل العالم وخصوصا عند العرب عهد الجاهلية قبل الإسلام.
فهل تراجعت مستويات حقوق الإنسان وتراجعت القيم الإسلام في المغرب لنعيش اليوم حالات إستعباد الأطفال وإنتشار “ثقافة الغلمان”؟ أم أننا نعيش واقع مر مشبع بالإنحطاط الأخلاقي للمجتمع، وإنفلات أمني يسمح بانتشار مثل هذه الأفعال التي لا يحدها إلا سفك الدماء والموت؟ وما مصير باقي الأطفال المشردين اللذين ما يزالون يعانون من الإستعباد والإستغلال الجنسي في ظل غياب الأسرة وحتى فشل دور الرعاية في إحتضانهم؟