اقترح رئيس وزراء ما تسمى ب( إسرائيل ) “النتنياهو” تغيير اسم ( الحرب ) التي يخوضها جيش الاحتلال بقطاع غزة وبالجنوب اللبناني، من السيوف الحديدية إلى يوم القيامة.
وأتعجب كيف يسمى ( رئيس الوزراء)، هذا الذي يخوضه بالحرب. فالمسماة (بإسرائيل) تقوم بتطهير عرقي في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وارتكبت بذلك واحدة من أبشع الجرائم في العالم، لم تستثني من دائرتها، نساءً أو أطفالاً أو شيوخاً، قصفت المستشفيات والمدارس، دمرت المساجد والكنائس، واجتاحت ألتها الهمجية الأخضر واليابس.
وسوقت عبر أبواقها تبريرات لا يصدقها حتى الأطفال الصغار، الذين باتوا يعرفون جيدا حقيقة أقذر جيش احتلال بالعالم، وحقيقة الصهيونية كأحقر حركة استعمارية شهدها التاريخ، والتي تحاول أبواق الإعلام المأجورة التي تورطت في المتاجرة بدم الأبرياء، تجميل وجه الحقيقة بمساحيق الأكاذيب، التي مللنا سماعها.
أسطوانات مشروخة، وروايات مدسوسة، وجمل تفوح منها رائحة كريهة، وعبارات تنكرت لدم الأطفال، ومفردات تحاول خداع الأجيال، وأقلام باعت ضمائرها لأعداء الإنسانية، وكاميرات أطفأت أضوائها حتى لا تلتقط عدسات مراسليها مجازر الاحتلال. تحليل بائس من قنوات بعض الإعلام العربي وصحفه، التي تتقاضى أجرها بالشيكل الصهيوني، وتعمل كعاهرة ليلية تلبي رغبات سادية لعصابة الشرق الأوسط.
لهذا، فلا غرابة حين نقرأ عناوين صادرة عن صحف وقنوات عبرية، عفوا عربية، تصف الشهداء بالقتلى، وتستعمل الحرب بدل من التطهير العرقي، وتصف (إسرائيل) بالدولة وتلمع صورتها، وتشوه المقاومة، وتسمى رصصها بالإرهاب الغادر، وتصف قنابل الاحتلال بالسلاح الذي يدافع عن نفسه ضد المليشيات.
رجوعا لبيت القصيد، فرئيس الوزراء “النتنياهو” مع التحفظ على كلمة –رئيس الوزراء- لما لها من حمولة، لكونها لا تتوفر أبدا في هذا الأخير وفي (دولته)، لأن العصابة لا يمكن أن تصبح دولة، والدولة بمفهومها القانوني والعرفي أيضا، لا تنشأ من فعل السرقة، سرقة أرض ليست من حقها، ولا تقتل الملايين كي يعيش حفنة من المختلين عقليا جاؤو من بقاع العالم إلى أرضٍ فلسطينية سموها زورا بأرض الميعاد.
أي ميعاد هذا الذي منح لهم شرعية افتراس وتشريد واغتيال وتعذيب المدنيين ؟
وأي دين هذا الذي منح لهم ممارسة التطهير العرقي في حق شعب أعزل؟
الدين اليهودي بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فالصهيونية حركة استعمارية لا علاقة لها بالدين اليهودي، وحاشا أن يكون هذا الدين رمزا لسفك الدماء ولقتل الأبرياء ولتبرير الاستعمار والسرقة الموصوفة.
فعن أي يوم قيامة يتحدث السفاح ”بيبي”؟
أيوجد قيامة أكبر من تشريد ملايين المدنيين، واغتيال عشرات الآلاف، وتدمير قطاع بأكمله، ودفن الأحياء تحت الركام والأنقاض، وهدم مدن بأكملها…كل هذا التعطش للدم، لم يكفي “هتلر” الجديد لوقف الدمار، بل أغراه لممارسة الفنتازيا القاتلة.
إن ”النتنياهو” يمضي إلى كتابة نهاية دولة استعمرت واستبدت وقتلت وارتكبت أبشع ما يمكن لعقل الإنسان أن يتخيله، فهذا الأخير -أي النتنياهو- مكانه الأصلي داخل مستشفى المجانين، لأنه إنسان غير سوي، معتوه، مغرور، وللغرور ثمن قاتل.
ومن بين مظاهر غروره، رفض الاعتراف بالهزيمة والفشل، نعم الفشل في تحقيق ما وعد به، قبل انطلاق ما أسماه بـ”السيوف الحديدية”، والتي لم يستطع من خلالها تحرير ولو أسير(ة) واحد(ة). بل كان يساهم بغبائه في قتل أسراه، أو بالأحرى لم يكن تهمه حياة الأسرى، فضحى بهم مقابل أن يخلد في تاريخ الصهيونية كونه البطل الذي هزم المقاومة الفلسطينية، وحتى هذا الأمر لم يستطع أن يحققه، بعد عام و7 أيام من غزوه لقطاع غزة، وقصفه برا وبحرا وجوا، مازالت المقاومة تتجول بكل أريحية بشوارع القطاع، وتقصف بصواريخها عمق الاحتلال…وهذا وحده يكفي لفهم نفسية رجل مريض مثل رئيس الوزراء هذا.
فهل تغيير الاسم إلى ما يصطلح عليها بـ”حرب يوم القيامة” ينم عن فشل ما يسمى بـ”السيوف الحديدة”، التي مارست حقدها على المدنيين، وفهمنا أن الغرض منها، كان تطهيرا عرقيا، وفصل الشمال عن الجنوب، وضم الشمال إلى قائمة السطو، والتحكم في النمو الديمغرافي، ولعل استهداف الأطفال والنساء الحوامل، أو القادرات عن الإنجاب، يفسر ما نقوله.
المصدر: جريدة أصوات