اختارت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، السبت، فاطمة السعدي لتعويض المقعد الشاغر الذي خلفه صلاح الدين أبو الغالي. هذا الاختيار يمثل خطوة جديدة في ديناميات الحزب، ويثير تساؤلات حول التوازنات الداخلية والتوجهات المستقبلية.
حيث تم اقتراح اسم فاطمة السعدي من قبل المنسقة الوطنية للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، وقوبل بالتصفيق الحاد من قبل أعضاء المجلس الوطني. وتعتبر السعدي شخصية بارزة داخل الحزب، حيث شغلت منصب نائبة للأمين العام سابقاً، ولها رصيد كبير من الخبرة والتجربة.
السعدي تمثل المرأة والريف:
يعتبر انتخاب السعدي انتصاراً للمرأة داخل الحزب، حيث أنها المرأة الوحيدة في المكتب السياسي التي تتمتع بهذا المستوى من الخبرة والنفوذ. كما يرى البعض في هذا الاختيار رسالة واضحة حول أهمية تمثيلية الريف داخل الحزب، خصوصاً وأن السعدي تتحدر من الحسيمة وشغلت منصب رئيسة المجلس الجماعي هناك.
عودة الدفء إلى العلاقات:
يرى مراقبون أن هذا الاختيار يتزامن مع عودة الدفء إلى العلاقات بين المنسقة الوطنية فاطمة الزهراء المنصوري وقادة بارزين كانوا محسوبين على تيار الريف، مثل محمد الحموتي والعربي المحرشي. وقد أشادت المنصوري بدور هذين القياديين في دعم الحزب رغم عدم عضويتهما في المكتب السياسي.
التوازنات الداخلية:
يثير هذا التغيير في القيادة الجماعية تساؤلات حول التوازنات الداخلية داخل الحزب، ومدى تأثيره على توجهاته المستقبلية. فمن جهة، يعتبر هذا التغيير خطوة نحو تعزيز تمثيلية المرأة والريف داخل الحزب، ومن جهة أخرى، فإنه يعكس أيضاً رغبة في إعادة ترتيب الأوراق وتجاوز بعض الخلافات الداخلية.
وقد ذكرت المنصوري مجددا، هذين الإسمين في معرض تفسيرها لترشيح السعدي لعضوية القيادة الجماعية، معتبرة أن « الحموتي والمحرشي يساعدان الحزب بالرغم من كونهما ليسا عضوين بالمكتب السياسي ».
يبقى أن نشاهد كيف ستؤثر هذه التغييرات على ديناميات الحزب في المرحلة المقبلة، وهل ستساهم في تعزيز وحدته وتماسكه.