في الوقت الذي تشهد فيه الأقاليم الصحراوية طفرة تنموية، تعصف أزمة داخلية بحركة التخييم بالمغرب، حيث تشهد جهة العيون الساقية الحمراء مواجهات حادة بين أطياف المجتمع المدني، خاصة في المجال التربوي.
ويعود سبب هذه المواجهات إلى سياسات مثيرة للجدل اتبعها رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد أكلوين، والتي أدت إلى استقطاب حاد بين الجمعيات التربوية والمنظمات الكشفية بالجهة.
فقد بلغت حدة التوتر ذروتها بعد تنظيم جمع عام استثنائي للمكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم لجهة العيون الساقية الحمراء، حيث اتهم رئيس المكتب الجهوي السابق محمد أكلوين بارتكاب خروقات جسيمة خلال هذا الجمع، مما دفعه إلى رفع دعوى قضائية ضده.
حيث تتضمن الاتهامات الموجهة إلى أكلوين اختلالات في إجراءات الجمع العام، وتجاوزات في الصلاحيات، وتسيير عشوائي للشؤون الداخلية للجامعة. وقد أدت هذه الاتهامات إلى تزايد حدة التوتر بين الأطراف المتنازعة.
ونتيجة لهذه الخلافات، شهدت الحركة التخييمية بالجهة تراجعاً ملحوظاً، حيث قاطعت العديد من الجمعيات المبادرات التي تنظمها الجامعة الوطنية للتخييم. كما أدى ذلك إلى تشتت الجهود وتأخر تحقيق الأهداف المنشودة من الحركة التخييمية.
في حين تجاوزت تداعيات هذه الأزمة إطار الحركة التخييمية لتشمل الساحة التربوية بشكل عام، حيث أدت إلى توترات بين الفاعلين التربويين، مما أثر سلباً على مناخ العمل التربوي بالجهة.
حتى وصلت الأمور حد رفع دعوى قضائية ضد محمد أكلوين، حيث من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 22 أكتوبر الجاري.
تعتبر هذه الأزمة دليلاً على وجود خلل عميق داخل الجامعة الوطنية للتخييم، وتؤكد الحاجة إلى إصلاح عميق في هيكلها وتسييرها. كما تسلط الضوء على أهمية الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف لحل هذه الخلافات والتركيز على تحقيق الأهداف المشتركة.