جمدت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في اجتماعها الأخير، عضوية أشرف أولاد عبد الله، رئيس الجماعة الترابية لبني بوفراح بإقليم الحسيمة، وعضو المجلس الإقليمي ورئيس لجنة دائمة به، وأحالت قيادة الاستقلال ملفه على لجنة الأخلاقيات والسلوك المؤسسة حديثا.
ويأتي قرار اللجنة التنفيذية الذي وقعه الأمين العام للحزب نزار بركة، وفق ما كشفت مصادر جيدة الاطلاع لـ”العمق”، في أعقاب مقال نشتره الأخيرة بعدد من المواقع الإخبارية، أكد فيه أن “واقعة التسجيل الصوتي، أدانت أخلاقيا ومجتمعيا الأخ نور الدين مضيان وهو القيادي في حزب ضمير الأمة، على اعتبار أن دائرة الأخلاق أوسع وأشمل من دائرة القانون في ضبط وتنظيم العلاقات الاجتماعية”.
في حين أكد قيادي وعضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن الشخص المعني، الذي يحوز عضوية المجلس الوطني لحزب “الميزان”، سعى إلى خلق البلبلة في صفوف الحزب. وأن اللجنة التنفيذية، توصلت بتقرير مفصل وقعه المفتش الإقليمي للحزب وجميع كتاب الفرع وأعضاء بالمجلس الوطني للحزب، إضافة إلى توصلها بشكاوى منتخبي الحزب بإقليم الحسيمة.
وأوضح القيادي الذي اشترط عدم ذكر إسمه، في اتصال هاتفي مع “العمق”، أن قيادة الحزب ارتأت بإجماع أعضائها إخضاعه لمسطرة التأديب عبر تجميد عضويته احترازيا، وإحالته على لجنة الأخلاقيات، لاتخاذ المتعين بحقه بعد الاستماع إليه حيث له كامل الحق في الدفاع عن نفسه، في مواجهة تهم خرق قواعد الحزب والإساءة إلى رموزه.
وأفاد مصدر استقلالي بالحسيمة، أن رئيس الجماعة الترابية لبني بوفراح بالإقليم، لم ينضبط لقوانين الحزب الداخلية والأساسية ويقوم بعقد تجمعات غير قانونية، و بدون إذن اللجنة التنفيذية والمفتشية الإقليمية للحزب بالحسيمة، ويعمد إلى زرع الفتنة داخل التنظيم ويدعي أن قيادة الحزب منحته التزكية للترشح للانتخابات البرلمانية باسم الحزب خلال الاستحقاقات المقبلة وهي “مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة”.
ولفت عضو المكتب الإقليمي لحزب الاستقلال بالحسيمة، أن أشرف “ولاد عبد الله” نشر مؤخرا مقال رأي ببعض الجرائد الوطنية، يكيل فيه اتهامات باطلة ويسيء إلى سمعة قياديين في شخص “نور الدين مضيان”، الذي يمثل أحد رموز الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، مضيفا أنه يقوم كذلك بتحركات مشبوهة على مستوى الإقليم دون استشارة قيادة الحزب محليا أو جهويا ولا حتى مركزيا، وينسق مع أحزاب أخرى ويجمع توقيعات لأشخاص لا علاقة لهم بالحزب، خاصة بمناطق كتامة وبني بوفراح وإيساغن.
وأوضح المصدر الاستقلالي ذاته، ضمن تصريح لـ”العمق”، أن اللجنة التنفيذية وبعد اطلاعها على حجم الخروقات التي وقعها فيها المعني بالأمر، وعدم انضباطه لقواعد وقوانين الحزب، قررت بإجماع أعضائها معاقبة عن الإساءة التي عرّض لها الحزب وبعض رموزه، مشددا على أن ”المفتشية الإقليمية التمست من اللجنة التنفيذية، إقالته من الحزب وطرده من جميع الهياكل نظير الخروقات القانونية والتنظيمية التي اقترفها.
المصدر نفسه، كشف أن المفتشية الإقيليمية للحزب بالحسيمة، رفعت تقريرا مفصلا بالوثائق وبالوقائع والحجج والأدلة وشهادات كتاب الفرع والمنظمات الموازية للحزب بإقليم الحسيمة، تؤكد من خلال أن الشخص المذكور، غير صالح وأنه يجب إقالته رغم حداثة عهده بالحزب، مشيرة إلى أن قيادة الحزب إقليميا وضعت الثقة فيه في مساعيها لتشجيع مشاركة الشباب في العملية السياسية ومنحته التزكية لعضوية المجلس الوطنية والمجلس الإقليمية ورئاسة جماعة بني بوفراح.
خطوط حمراء
في مقابل ذلك، كشف أشرف ولاد عبد رئيس جماعة بني بوفراح، وعضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، أنه لم يتوصل رسميا بأي قرار، لكن تأكد من صحته في “الكواليس”، بناء على تقرير خطه المفتش والكاتب الإقليمي، وبعض كتاب الفروع بإقاليم الحسمية، بدعوى إساءته للحزب ولتاريخه، وعلى ضوئه اتخذ اللجنة التنفيذية قرار تجميد العضوية والإحالة على لجنة الأخلاقيات.
حيث أعلن أشرف في تصريح لـ”العمق”، أنه سيتمثل لقرارات القيادة وأنه سيلبي دعوة لجنة الأخلاقيات باعتبارها مؤسسة ضمن الأجهزة الجديدة التي أحدثها الحزب، وأنه سيقدم راويته ويدافع عن وجهة نظره، باعتباره مناضلا في صفوف الاستقلال، وابن مفتش سابق في صفوف حزب علال الفاسي، مشددا على أنه لم يسء أبدا لحزب الاستقلال وأنه يعرف الخطوط الحمراء وثوابت الحزب وأنظمته الداخلية.
وقال ولاد عبد الله وهو محام بهيئة طنجة، إنه تفاجأ بهذا القرار، لأنه كان جدير باللجنة التنفيذية، أن تتخذ قرارا بحق الأخ نور الدين مضيان الذي أساء للحزب وللوطن ولتاريخ الحزب وللمرأة الاستقلالية. وشدد على ضرورة تطبيق مقتضيات قوانين الحزب وأنظمته الداخلية على الجميع دون انتقائية، وأنه يتشبث بالموقف الذي عبر عنه في المقال الذي كتبه عشية دورة المجلس الوطني لحزب الاستقلال الأخيرة.
رفعيعة المنصوري البرلمانية الاستقلالية السابقة، أكدت أنه إذا ما صح هذا الخبر سنكون أمام نكسة تنظيمية حقيقية، إذ كان على بقيادة الحزب تجميد عضوية من أساء فعلا لتاريخ الحزب وثوابته وللمرأة الاستقلالية والأسرة المغربية بل وللوطن ككل. وأن تحيله على لجنة الأخلاقيات والسلوك، تفاعلا مع الرسالتين الموجهتين لقيادة الحزب من طرف كل من منظمة المرأة الاستقلالية والفريق الاستقلالي بمجلس جهة الشمال، إلا أن القيادة الجديدة كان لها رأي آخر”.
و من جهتها أعلنت “المنصوري” التي تتابع مضيان بتهمة التشهير والسب والقذف، عن تضامنها المطلق واللامشروط مع أشرف أولاد عبد الله عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال ورئيس جماعة بني بوفراح، مطالبة في المقابل قيادة الحزب بإحالة مضيان على لجنة الأخلاقيات والسلوك، تفعيلا لقوانين الحزب ومبادئه وانتصارا لشعار التخليق وتكريسا لمبدأ المساواة بين المناضلين وتفاديا لمنطق الانتقائية في التعامل معهم.