تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم 100 مليون يورو كمساعدة عاجلة للبنان، محذرًا من خطر انزلاق البلاد نحو حرب أهلية جديدة نتيجة التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل. جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي انعقد في باريس، في ظل تصاعد حدة القتال الذي أثر بشكل كبير على المناطق اللبنانية وأدى إلى أزمة إنسانية حادة.
ماكرون يحذر من حرب أهلية جديدة ويؤكد دعم الجيش اللبناني
أكد ماكرون في كلمته خلال المؤتمر أن بلاده ملتزمة بدعم الجيش اللبناني، مشيرًا إلى مساهمة فرنسا في تجنيد 6 آلاف فرد إضافي لتعزيز قدرات الجيش على حفظ الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق الجنوبية التي تشهد توترات. وحذر من أن النزوح الداخلي، خصوصًا من الجنوب إلى بيروت، قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية والسياسية، مما يعيد لبنان إلى شبح الحرب الأهلية التي عانى منها في العقود الماضية.
دعوات لوقف إطلاق النار وتدخل المجتمع الدولي
بدوره، دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف إطلاق النار في بلاده، مشددًا على ضرورة التعاون الدولي لإنهاء الاعتداءات المستمرة. وأكد ميقاتي على أهمية تنفيذ القرار الأممي رقم 1701 الذي يعتبره حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن تطبيقه من كلا الجانبين، لبنان وإسرائيل، سيحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه.
النزاع بين حزب الله وإسرائيل يفاقم الأزمة
منذ 23 سبتمبر، دخلت إسرائيل وحزب الله في مواجهة مفتوحة، ما أدى إلى تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق الجنوبية والشرقية من لبنان، بما في ذلك معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكانت فرنسا والولايات المتحدة قد قدمتا اقتراحًا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر لوقف مؤقت لإطلاق النار، لكن الاقتراح لم يحظ بتأييد إسرائيل حتى الآن.
فرنسا: “لبنان على شفير الانهيار”
وفي ختام المؤتمر، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو على أن لبنان، الذي وصفه بأنه “صديق فرنسا”، يواجه خطر الانهيار، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لإنقاذ البلاد. تسعى فرنسا، من خلال المؤتمر، إلى جمع 400 مليون يورو لدعم لبنان في مواجهة التداعيات الاقتصادية والإنسانية للنزاع المستمر مع إسرائيل.
إيران وحزب الله في محور الأزمة
في حديثه، أعرب ماكرون عن أسفه لأن إيران زجت بحزب الله في مواجهة مع إسرائيل، كما انتقد العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان. وأكد أن استمرار الحرب لن يحقق الأمان لأي طرف، بل سيزيد من تفاقم الوضع ويعزز حالة الفوضى في البلاد.
مساعي فرنسا الدبلوماسية
تسعى فرنسا من خلال هذا المؤتمر إلى جمع الدعم المالي والدبلوماسي للبنان، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة وتوترات طائفية قد تجر البلاد إلى سيناريوهات الحرب الأهلية مجددًا.