أخبار عاجلة
prev next

هيام سطار: أيقونة الجدل أم رمز الإساءة؟

بقلم الأستاذ م. ع.

تُعد هيام سطار واحدة من الشخصيات البارزة على منصات التواصل الاجتماعي، تمثل حالة مثيرة للجدل في المجتمع المغربي. بينما يتابعها آلاف الأشخاص ويعتبرها البعض من رموز الجرأة والتعبير، يرى آخرون أنها تجسد الإساءة والتحريض ضد بعضها البعض، وخاصة النساء.

تسليط الضوء على سلوكيات هيام سطار يثير تساؤلات عدة حول تأثير الشخصيات العامة على الجمهور. في زمن تكثر فيه الأزمات الاجتماعية والنفسية، هل يجب أن نسمح للأصوات التي تساهم في نشر الكراهية والترهيب بالتأثير على حياة الناس؟

من خلال منشوراتها، تروج سطار لخطاب يفتقر إلى الاحترام، مُستخدمة منصتها للتقليل من قيمة الكثير من النساء المغربيات. هذه السلوكيات لا تضر فقط بالأشخاص المعنيين، بل تُسهم في خلق بيئة سلبية تعزز من مشاعر السلبية وعدم الثقة بين الأفراد.

ما يدعو للقلق هو قدرة هيام سطار على الوصول لشريحة واسعة من الشباب، حيث يمكن لهذا النوع من الخطاب أن يكون له تأثير طويل الأمد على ثقافة المجتمع. إذ يجب أن نتساءل: كيف يمكن لفرد أن يكون له هذا القدر من التأثير الإشكالي على الوعي الاجتماعي؟

في ظل هذه الظروف، يجب أن تتبنى الحكومة والمجتمع المدني خطواتٍ ملموسة لمواجهة هذا النوع من التنمر. يجب أن تكون هناك تشريعات واضحة تُجرم خطاب الكراهية وتُعزز من قيم التسامح والاحترام. علاوة على ذلك، على الأفراد أنفسهم أن يتحلوا بالوعي النقدي تجاه ما يتعرضون له من معلومات ويتخذوا موقفًا رافضًا لكل أشكال الإساءة.

لنتذكر أن كل فرد لديه مسؤولية في بناء مجتمع قائم على الاحترام والتفاهم. علينا ألا نسمح لصوت الكراهية أن يقودنا إلى الإنقسام، بل يجب علينا تقديم الحب والدعم لكل فرد، بغض النظر عن خلفيته أو جنسه.

هيام سطار، اليوم، تمثل تحدياً ولكن أيضاً فرصة للتغيير والنمو في مجتمعنا المغربي. فهل سنستغل هذه الفرصة للارتقاء بقيمنا وإنسانيتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أخبار عاجلة
prev next