الهجوم الإرهابي على المحبس: البوليساريو تستهدف المدنيين والمغرب يرد بحزم (صور + فيديوهات)
ماب ميديا
قامت جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، في هجوم إرهابي جديد يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، بإطلاق مقذوفات على منطقة المحبس الواقعة في الصحراء المغربية، وذلك خلال فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة الخضراء، الذي احتفل فيه المواطنون المغاربة بذكرى استرجاع الأقاليم الصحراوية. الهجوم أسفر عن مقتل أربعة عناصر من الجبهة الانفصالية، بينما كانت قوات الجيش المغربي قد ردت بسرعة وحسم على الاعتداء.
حيث أطلق عناصر من جبهة البوليساريو أكثر من سبع مقذوفات بشكل عشوائي على الاحتفالات التي كانت تجرى في منطقة المحبس، وهي منطقة محاذية للحدود مع الجزائر. ورغم أن الهجوم لم يسجل أي إصابات أو خسائر مادية في صفوف المدنيين، إلا أن قوات الجيش المغربي كانت في استعداد تام، حيث نفذت هجوما مضادا عبر طائرة مسيرة استهدفت سيارتين عسكريتين كانتا تحملان عناصر من البوليساريو، أسفر عن مقتل ثلاثة من هؤلاء العناصر، في حين لاذ البقية بالفرار نحو الأراضي الجزائرية.
وبحسب المعطيات المتوفرة من المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح، تم تأكيد مقتل “عبد العزيز صلاحي”، أحد القياديين البارزين في صفوف البوليساريو، في هجوم كانت تهدف من خلاله الجبهة الانفصالية إلى تنفيذ عملية انتحارية ضد القوات المغربية. وعلى الرغم من الحصيلة الأولية التي تشير إلى مقتل أربعة عناصر من الجبهة، يتوقع أن العدد قد يرتفع في ظل التحقيقات المستمرة.
حيث تروج أخبار عن ضبط دورية عسكرية كانت ترابط قرب الحدود لنقل مرتزقة البوليساريو من المنطقة العازلة نحو تندوف لكن سلاح الجو كان لهم بالمرصاد وتصدى لكل عناصر البوليساريو قبل وصولهم للحدود، وإضافة إلى الأربعة السابقين تم قصف إرهابي خامس على بعد مترات قليلة من الدورية التي فرت من المكان فور سماعها لصوت “الدرون”.
في حين لاقى الاعتداء على المدنيين في المحبس إدانة قوية من مختلف الجهات الوطنية والدولية. فمثلا الإعلامي الجزائري المعارض وليد كبير اتهم النظام العسكري الجزائري بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى أن هذه التصرفات التي تستهدف المدنيين المغاربة تتطلب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي. وقال في تدوينته على X : “البوليساريو الإرهابية وبأوامر من النظام الجزائري هاجمت بمقذوفات احتفالات أهل المحبس بالذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء.”
وفي تعليقه على الهجوم، شدد المتحدث باسم القوات المسلحة الملكية المغربية على أن الرد المغربي كان حازما وسريعا، مؤكدا أن “المغرب لن يتهاون مع أي تهديد للأمن الوطني”، ومعتبرا أن جبهة البوليساريو باتت تشكل تهديدا خطيرا على الاستقرار الإقليمي. كما أضاف أن الهجوم يأتي في وقت حساس، كالاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، التي تعد رمزا لوحدة التراب الوطني، رفضا أي محاولات للتقسيم.
لذلك يرى العديد من المراقبين أن هذه الحادثة تأتي في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تصاعد الأنشطة الإرهابية في منطقة الصحراء الكبرى، حيث باتت جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تمثل تهديدا ليس فقط للمغرب، بل لأمن المنطقة بشكل عام. وقد دعا العديد من الخبراء إلى ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي خطوات عملية لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية، وهو ما من شأنه أن يعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.