يعيش سكان الجهة الغربية من حي الديزة حالة من الاستياء والغضب بسبب تزايد ظاهرة تخريب أسلاك أعمدة الإنارة العمومية، والتي أدت إلى انتشار الظلام الدامس في العديد من الشوارع والأزقة. وتشير أصابع الاتهام إلى عصابات منظمة تستغل هذه الظاهرة لارتكاب جرائم مختلفة، مثل البناء العشوائي، وتجارة المخدرات، وتوزيع مواد البناء المهربة، وأيضا عمليات السرقة والاعتداء على المارة.
ففي ظل غياب الإنارة، تحولت هذه الشوارع إلى ملاذ آمن للعناصر المشاغبة والمنحرفة، الذين يستغلون الظلام لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. كما أن انتشار المخدرات في هذه المناطق أصبح ظاهرة ملحوظة، حيث يتجمع المدمنون في الأماكن المظلمة لتعاطي وترويج المواد المخدرة، مما يشكل تهديدا مباشرا على الأمن والسلم الاجتماعيين.
وتشير الشهادات التي جمعتها “ماب ميديا” إلى أن عمليات تخريب أعمدة الإنارة تتم بشكل متعمد ومنظم، حيث يقوم الجناة باستعمال أدوات بسيطة لقطع أسلاك أعمدة الإنارة. ويؤكد شهود عيان أن الإصلاحات التي تقوم بها الشركة المكلفة بقطاع الإنارة هي مجرد إصلاحات ترقيعية، حيث يتم استخدام شريط لاصق رخيص لا يتجاوز ثمنه الدرهمين لإصلاح الأسلاك، مما يسهل على الجناة تكرار عمليات التخريب.
كما يبدو أن هذه المشكلة لم تلق الاهتمام الكافي من قبل الجهات المسؤولة، حيث يرى السكان أن الحي يعاني من الإهمال والتجاهل، وأن المسؤولين لا يوليونه الأهمية اللازمة. ويعزو السكان هذا الإهمال إلى كون الحي أغلب سكانه من ذوي الدخل المحدود، مما يجعلهم أقل أهمية من باقي سكان المدينة بالنسبة للمسؤولين كي يهتموا بحل مشاكلهم.
ويطالب سكان الحي الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة، وذلك من خلال زيادة عدد دوريات الأمن لردع الجناة وتوفير الأمن والأمان للسكان. وإصلاح أعمدة الإنارة بشكل جذري باستخدام مواد ذات جودة عالية، وتوفير صيانة دورية للأعمدة والمصابيح. وتفعيل دور اللجان المحلية في حماية ممتلكات الحي ومكافحة الجريمة. والأهم توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والإبلاغ عن أي أعمال تخريبية.
في حين يعتبر استمرار الوضع على ما هو عليه تهديدا خطيرا على الأمن والسلم الاجتماعيين في الحي، ويؤثر سلبا على حياة السكان. لذلك، فإنه من الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة هذه المشكلة، وإعادة الأمن والاستقرار إلى الحي، الذي بات يعتبر من أخطر الأحياء بكل شمال المغرب، الشيء الذي يضر بسمعة مدينة مرتيل المصنفة كمدينة سياحية درجة أولى.