في خطوة تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للنساء وضمان استمرارية التسيير المحلي، أعلنت ولاية جهة فاس-مكناس مؤخرا عن فتح باب الترشيحات لانتخابات جزئية للمجلس الجماعي لأولاد الطيب. تشمل هذه الانتخابات مقعدين شاغرين ضمن الدائرتين الانتخابيتين الثامنة والحادية عشرة، حيث تم تخصيصهما للسيدات، تنفيذاً للأنظمة والقوانين المعمول بها.
تُعتبر هذه الانتخابات الجزئية أمراً هامة، حيث تعكس التزام الدولة بتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والمجتمعية. فعلى مر السنين، أثبتت النساء قدرتهن على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات المحلية، ومعالجة القضايا التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. ومن هنا، فإن تخصيص المقاعد للسيدات يعكس رغبة حقيقية من قبل الدولة في دعم وتمكين المرأة وتعزيز دورها في صناعة القرار.
تسعى ولاية فاس-مكناس إلى إتمام هذه العملية الانتخابية بأعلى درجات الشفافية والديمقراطية، حيث من المقرر أن تُستقبل ملفات الترشيح بمقر باشوية أولاد الطيب اعتبارًا من يوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا من يوم الخميس 21 نوفمبر 2024. وسيكون المكتب مفتوحًا خلال أوقات العمل الإدارية، بما في ذلك أيام العطل الرسمية، وذلك بموجب قرار وزير الداخلية رقم 2571.24، الذي صدر بتاريخ 1 نوفمبر 2024.
إن إجراء هذه الانتخابات الجزئية يعد ضرورة ملحة لسد الشغور الحاصل في المجلس الجماعي لأولاد الطيب، والذي قد يؤثر سلبًا على سير العمليات اليومية والتسيير المحلي. فعندما يكون هناك نقص في التمثيل، قد تصاب القرارات بالتعثر وقد يغيب صوت بعض الفئات. لذا، فإن هذه الانتخابات تأتي كخطوة لتوجيه المسار وإعطاء الفرصة لهؤلاء الراغبين في المساهمة في تطور منطقتهم.
تلعب الانتخابات المحلية دورا محوريا في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تتيح للمواطنين فرصة التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم. وبالتالي، فإن نجاح هذه الانتخابات لا يعتمد فقط على عدد المرشحات بل يتطلب أيضًا التفاعل الفعال من المجتمع المحلي. لذا ينبغي على جميع الفعاليات المجتمعية تشجيع النساء على المشاركة في هذه الانتخابات، سواء كان ذلك من خلال تقديم الدعم والمساندة أو التوعية بأهمية الانخراط في الحياة السياسية.
في خضم هذه الأحداث، يتوجب على المواطنين أن يكونوا على دراية بأهمية التصويت والإدلاء بأصواتهم، كونهم أصحاب القرار في اختيار ممثليهم. إن رفد المجلس الجماعي بأصوات احترافية ونزيهة سيضمن تحقيق تطلعات المجتمع ويعزز من فعالية مجهودات التنمية.
ختامًا، تعتبر الانتخابات الجزئية للمجلس الجماعي لأولاد الطيب فرصة تحمل الكثير من الأمل والتحديات. ولعلّ أبرز ما يمكن أن نخرج به من هذه التجربة هو تعزيز ثقافة المشاركة السياسية بين النساء والفئات الهشة، مما يُسهم في تحقيق مجتمع أكثر توازنا ونموا. إننا في انتظار نتائج هذه الانتخابات، ونأمل أن تكون دليلاً آخر على تقدمنا نحو تعزيز الديمقراطية والاحتواء الاجتماعي.