اكدت العديد من المصادر المطلعة، على أن جبهة البوليساريو، تعيش اياما صعبة في ظل التطورات الأخيرة، التي عرفت تغييرا في مواقف عدد من الدول، إضافة إلى التراجع الملحوظ على مستوى الدعم الجزائري، الذي تقلص بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تطوق الاقتصاد في الجارة الشرقية.
و حسب مصادرنا، فان واقع الحال، يؤكد على أن جبهة البوليساريو تعاني من ازمات متعددة، ناتجة عن تراجع الموارد المالية و الهبات الغذائية التي كانت مجموعة من الدول تقدمها لها، و هو ما ينعكس على ساكنة المخيمات التي بدأت تلامس الفرق بين الأمس و اليوم.
و زادت زيارة الرئيس الصيني لبلادنا، الطين بلة، بالنسبة لقيادة البوليساريو، التي كانت تنتعش من علاقات الجزائر بالجمهورية الصينية، حيث من المنتظر أن تتخلص الصين نهائياً من اعباء أطروحة البوليساريو في اطار سعيها لتوطيد العلاقات مع المغرب.
القوات المسلحة الملكية، وضعت علاقات البوليساريو مع الجزائر على المحك، خصوصا مع توالي هجمات الدرون المغربي على الميليشيات التابعة لابراهيم غالي، و قتل العشرات من أفرادها، دون أن تتمكن الجبهة من الرد، عن طريق الجيش الجزائري الذي تركها تواجه مصيرها.
و اظهر الدرون المغربي، جبهة البوليساريو شبه عاجزة على مواجهة القوات المسلحة الملكية، امام انظار الموالين لها، و الذين لم يخفوا استغرابهم من الطريقة التي يتم من خلالها سحق جنود الجبهة، دون ان يتمكنوا من احداث اي أضرار لدى الطرف الاخر.
طائرات بدون طيار، استخدمها المغرب للدفاع عن أراضيه، كشفت للرأي العام الدولي، هزالة جبهة البوليساريو، و فضحت حقيقة الاشاعات التي لطالما روجتها قيادة الجبهة حول سياسة التسلح و جاهزيتها لمواجهة المغرب على ساحة الحرب، ما تسبب في خيبة امل كبيرة دفعت الالاف من المدنيين إلى المطالبة بايجاد حل سلمي مع المملكة.
و دعى العديد من النشطاء الصحراويين، جبهة البوليساريو، إلى مناقشة حل مشروع الحكم الذاتي مع المغرب، مشيرين إلى احتمال سحبه من طرف القصر، و حينها سيندم الجميع على فرصة إضاعتها قيادة الجبهة لاقرار السلم، فقط لان الجزائر تدفع بالصحراويين إلى الهلاك للنيل من المغرب.
و يؤكد هؤلاء على ان استمرار المغرب في الدفع بمشروع الحكم الذاتي، يعتبر تنازلا لفائدة الجبهة، لان قوة الموقف المغربي و انتصاراته، تؤهله إلى اعادة النظر فى هذا الحل، و سحبه، بل و تجعله قادرا على رفض اي تفاوض مع الجبهة، طالما انه قادر على محوها من على الخريطة.
و يتساءل الصحراويون، عن طموحات جبهة البوليساريو، في ظل استحالة تنفيذ مخططاتها، و فقدان الجزائر للعديد من الحلفاء الذين اختاروا بناء مستقبلهم إلى جانب المغرب، كما يؤكد هؤلاء على ان الضحية الاولى ستكون المدنيين القابعين بمخيمات لحمادة الذين سيخسرون الوطن إذا لم يخسروا الحياة.