كشفت منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو” عن معطيات مطمئنة بشأن منسوب وجود الجراد الصحراوي بالمغرب.
في هذا السياق، أكدت المنظمة أنه “لم يتم الإبلاغ عن وجود الجراد في البلاد خلال شهر نونبر من السنة الجارية”، في حين “انحصر انتشاره بشكل نسبي في بعض الدول المحيطة بالمغرب، بما فيها موريتانيا والجزائر، إلى جانب الدول الأخرى الواقعة بالصحراء الكبرى”.
وتأتي المعطيات الصادرة عن المنظمة الأممية لتقطع الشك باليقين، بعد ورود تنبيهات من خبراء حول أن “منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والصحراء الكبرى من المنتظر أن تواجه حملات مكثفة من الجراد بفعل استمرار التقلبات المناخية، خصوصا ظاهرة النينيو، حيث من الممكن أن تؤدي إلى توسيع خريطة هجرة الجراد بين الدول الواقعة في هذا النطاق”.
وإلى جانب المغرب، لم تسجل بعض دول شمال إفريقيا حالات تكاثر للجراد الصحراوي خلال شهر نونبر الماضي، مثل تونس وليبيا، حيث أكدت النتائج استقرار حالتهما، مع توقعاتها بـ”عدم حدوث تطورات كبيرة في هذا الصدد حتى منتصف يناير 2025″.
وفي مقابل ذلك، شهدت مجموعة من الدول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الصحراء الكبرى انتشارا متباينا لهذا النوع من الحشرات، وهو ما يتطلب، وفق منظمة “الفاو” تبني عمليات من أجل مكافحته بهذه الدول.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يتوفر على مركز وطني لمكافحة الجراد، يقع في مدينة إنزكان بجهة سوس ماسة، والذي يختص بمتابعة أي مستجدات حول هذه الظاهرة والتدخل عند الحاجة، كما حدث سنة 2023 بمنطقة طاطا التي شهدت آنذاك هجوما للجراد على المحاصيل الزراعية للفلاحين بحوض وادي درعة.
ويشار أيضا إلى أن المغرب يتبنى مقاربة استباقية من أجل منع تفشي الجراد ووقف زحفه، وهو الأمر الذي يكتسي أهمية بالغة، إذ يساهم في حماية للفلاحين وكذا الزراعات والأشجار المثمرة التي تعاني أصلا من الجفاف.