أكد معهد الكابيتول للسياسات، وهو معهد دراسات أمريكي، التحول الكبير الذي أحدثه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واصفا إياه بأنه “ركيزة جديدة للسياسة الاستراتيجية العالمية”. جاء ذلك في مقال للمعهد بعنوان “الذكرى الرابعة للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء: ركيزة جديدة للسياسة الاستراتيجية العالمية”.
أوضح المقال أن قرار الولايات المتحدة في العاشر من ديسمبر 2020 بالاعتراف رسميا بسيادة المغرب على صحرائه لم يكن مجرد خطوة سياسية عابرة، بل كان “تتويجا لسنوات من الحوار الاستراتيجي والدبلوماسية الدولية، حيث تداخلت القوانين والسياسة والتاريخ مع المصالح الاستراتيجية”.
وبحسب المعهد، استند هذا الاعتراف إلى “تقييم واقعي لمكانة المغرب كفاعل إقليمي مستقر وصاعد”، معتبرا إياه “انتقالا من الحياد إلى شراكة استراتيجية”، حيث أصبحت قضية الصحراء “عنصرا محوريا في إعادة تشكيل النفوذ الدولي”. كما أثنى المقال على “نجاح الدبلوماسية المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، في طرح القضية من منظور واقعي قائم على المصالح المشتركة، بعيدا عن الصراعات الإيديولوجية”.
وأشار المعهد إلى أن المغرب اعتمد “نهجا دبلوماسيا متوازنا يجمع بين الانفتاح والالتزام بالشرعية الدولية”، ما عزز مكانته كـ “شريك موثوق في التحالفات العالمية، قائما على شراكات مستدامة ومكاسب متبادلة، بدلا من صفقات سياسية قصيرة الأجل”.
كما سلط الضوء على تأثير هذا الاعتراف في تعزيز الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة في مجالات مكافحة الإرهاب وتعزيز الحريات الدينية، مؤكدا أن “المغرب أثبت مكانته كحليف استراتيجي عبر سياسته الشاملة في تفكيك الشبكات الإرهابية وتعزيز التعاون الدولي”.
وتطرق المقال إلى التغيرات التي طرأت على المواقف الأوروبية، حيث “اعترفت فرنسا رسميا بمغربية الصحراء في عام 2024، بينما دعمت إسبانيا خطة الحكم الذاتي في عام 2022”. ورأى أن هذا التحول يعكس “فهما لدور المغرب في تأمين الحدود الجنوبية لأوروبا، ومعالجة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز التنمية في إفريقيا”.
وخلص المعهد إلى أن “المغرب يرتكز في سياسته الخارجية على احترام الشرعية الدولية، متجنبا فرض الهيمنة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى”، ما أكسبه “احتراما دوليا، خاصة في حل النزاعات الإقليمية عبر الحوار والوساطة”. وأكد أن دور المغرب “تجاوز البعد السياسي ليشمل مجالات الأمن والاقتصاد والدين”، حيث أصبح “فاعلا محوريا في الاستقرار العالمي، مؤسسا علاقاته على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.