فرحة المغاربة بفصل الشتاء: موسم للبهجة والتجمعات العائلية

بقلم الأستاذ محمد عيدني

تجلى فرحة المغاربة بفصل الشتاء في كل تفاصيل حياتهم، حيث يمثل هذا الموسم لحظة استثنائية تلمس القلوب وتفتح الأبواب على ذكريات جميلة، مليئة بالحنين والدفء.

فصل الشتاء في المغرب لا يعني فقط انخفاض درجات الحرارة، بل يحمل في طياته تجربة غنية من الألوان والعادات والتقاليد المميزة.

مع بداية هطول الأمطار، تنتعش الطبيعة ويكتسي الغطاء النباتي بحلة جديدة. تتلألأ أوراق الأشجار بالندى، وتبدأ الزهور في التفتح، مما يُدخل السرور إلى قلوب الناس.

تتجدد الحياة في القرى والجبال، حيث يبدأ الفلاحون في استغلال هذه المياه الثمينة لري محاصيلهم، منتظرين موسماً سخياً يحمل الخير.

كما يُعتبر الشتاء فرصة للجمع العائلي، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء حول الموقد، يتبادلون الأحاديث والقصص، ويستمتعون بأشهى الأطباق التقليدية مثل “الحريرة” و”البغرير” و”الطاجين”.

إن الأجواء الدافئة التي تسود البيوت تعكس روح التعاون والمحبة التي تميز المجتمعات المغربية.

لا يُمكننا أيضاً أن نغفل الجانب الترفيهي في فصل الشتاء، حيث يقصد الكثير من المغاربة المناطق الجبلية للتزلج والاستمتاع بالثلوج في أماكن مثل “إفران” و”أوكايمدن”.

إن الأطفال يتسابقون على الثلوج، يشيدون القلاع الثلجية، ويقضون أوقاتاً ممتعة مليئة بالمرح والحيوية.

مع كل هذا، يبقى الشتاء رمزاً للأمل والتجديد، حيث يتجدد العهد مع الطبيعة ومع الروابط الإنسانية

إن فرحة المغاربة بفصل الشتاء تبرز بوضوح من خلال صمودهم ورغبتهم في الاستمتاع بكل لحظة، مما يجعل من هذا الموسم فترة مميزة تُخلد في الذاكرة.

فالشتاء يا سادة ليس مجرد تغيير في الطقس، بل هو انعكاس عميق لثقافة غنية وتجارب إنسانية نابضة بالحياة، تجسد فخر المغاربة في التكيف مع تغيرات الطبيعة والعيش في وئام معها.

في النهاية، تبقى لحظات الشتاء هي تلك التي تُبرز جمال المغرب في كل بقعة من أراضيه، وتزيد من ترابط وتعاضد مجتمعاته

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.