شهدت منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب مؤخرًا تحولًا ملحوظًا في سلوك عدد من المؤثرين، الذين أعلنوا بشكل علني توقفهم عن الترويج لمواقع المراهنات الإلكترونية. جاء هذا الإعلان كجزء من اعتذارات للمتابعين عن الإعلانات التي دأبوا على نشرها سابقًا، مما أثار تساؤلات حول دوافعهم الحقيقية.
المثير للاهتمام هو أن هذه الأفعال لم تكن ناتجة عن وعي مفاجئ بمخاطر القمار أو التأثير السلبي لهذه الأنشطة على المجتمع. بل إن هذا التغيير يعكس استجابة قوية للحملة الصارمة التي أطلقتها إدارة يوتيوب ضد إعلانات المراهنات، خصوصًا لموقع “1XBET”، الذي كان يُعد من أكثر المواقع شهرةً. إذ بات كبار المؤثرين أمام خيارين: إما المخاطرة بفقدان قنواتهم بعد تلقي تحذيرات رسمية (Strike) أو التوقف عن نشر هذه الإعلانات.
الشائعات حول احتمال فرض عقوبات صارمة من يوتيوب قد دفعت العديد من المؤثرين لتغيير استراتيجياتهم. فقد بدأوا في إزالة الإعلانات السابقة وتعديل محتواهم ليتماشى مع التوجه الجديد. ويبدو أن التغيير الذي طرأ على سلوك هؤلاء المؤثرين، بما في ذلك التعاون مع مواقع مراهنات أخرى، هو استجابة جماعية لضغوط متزايدة، وليس ناتجًا عن اقتناع حقيقي بمخاطر هذه الأنشطة.
الجمهور، من جانبه، انقسم حول هذه الخطوة. فرأى البعض أن الأمر مجرد رد فعل غير مدروس، في حين اعتبر آخرون أن هذه “التوبة الجماعية” ليست سوى قناع للتهرب من النتائج السلبية التي قد تنتج عن الترويج لمثل هذه الأنشطة.
في النهاية، تطرح هذه الظاهرة تساؤلات حول التوازن بين حرية التعبير عن الآراء ومسؤولية المؤثرين تجاه جمهورهم، وأثر الضغوط الاقتصادية والإشعاعية على قراراتهم المعاصرة. مع استمرار النقاش حول تأثير المراهنات الإلكترونية، يبقى مستقبل هذه الصناعة في المغرب على المحك، وكذلك مواقف المؤثرين الذين شكلوا وجوهًا جديدة للمرجعية في عالم الإنترنت.