إفتعلت فكرة ووضعتها في إناء صباغة وبدأت أرسم في مخيلتي عالمي الرمزي، وأنا أدبي وعاطفي في قرارة نفسي، كتب لي أن أزور بعض الرموز التقليدية من الأضرحة في مكناس العتيقة دون ذكر إسمها.
أبديت رغبتي في الذهاب إلى الضريح في مكناس، وجاء الصباح الباكر إستقلت “طاكسي كبير”، وأنا لدي شعور جامح بأن أتعرف على أجواء وأركان الضريح.
وصلنا المكان المعلوم، والكل يردد كلمة الولي، وكل أفكاري تصف ماحولي، “والولي جاتم تحت التراب، فوقه الرخام والدربوز الخشبي والكسوة المطرزة بخيوط الذهب، حرير أسود وخيوط دهبية، تميل كما يميل الحرف. كتبوا أسماء وأياته. لاأحد يدخل القبة. لاأحد يخرج منها. ليس هناك سوى الظلام”.
وقفت أمام باب الضريح والشموع دائبة أراها فوق صندوق مغطى بثوب أخضر، رائحة البخور تفوح من كل جهة.
وجدت نفسي أتجول بين أزقة الضريح الصغيرة، حتى أرى ” الضروبة” أي البقر يسوقها رجال يلبقون ب “الشرفاء” إلى ضريح أخر يسمى “لالة عيشة” ، إعتقادا منهم أنها قربان لهذه السيدة لخلع “العكس”، حيث قادوها إلى مكان مغلق لكي يذحوها.
وأنا أتنزه، أصحاب المحلات “العشابا” كل واحد منهم له تلفاز يبث “عيساوة” وهم يجرحون أجسادهم بالزجاج و السكاكين ويشربون الماء الساخن من المقراج، بالكاد لاتسبب لهم أي ضرر لأنهم خارقون.
حين عودتي إلى الضريح الدي جئنا إليه أجد العرافات “شوافات” يقرأون الطالع أو “الخط” للزوار مقابل 10 دراهم، كل واحد يعطي المال حسب قدرته.
وعند غروب الشمس رجعت متأثرا بما شاهدته خلال اليوم من شعودة وهدا العالم الرمزي الأسود الغامض.
هده الزيارة بقيت جزءا من ذاكرتي لن أنساها، شكلت معالم نضرتي إلى التقليد.