ربما رسالة إلى بني أمية

عبدالقادر احبشان

 

كنت حاضرا آنذاك، أختلس النظر إلى ما يجري، أبدأ يومي في تجارتي، أبيع وأشتري في الأقمشة، في سوق عكاظ، وأكتب بعض النثر بالمداد، حبرا على ورق و من حين إلى حين أسير بين جوانب السوق، أساوم الثمن في أي شيء أحتاجه، وأشرب الخمر عند “حمادي ” أتبادل معه الحديث،
حمادي: كيف حالك ياأبو الفضل ؟
ابو الفضل: انا بخير
حمادي: اليوم ربما قد يقتل السفاح الكثير
ابو الفضل: الخليفة فاسد، بني أمية لم يظلموا، وأن هذا الظلم لن يدوم والحق سيعاد لأصحابه.
حمادي: إن أبا العباس سفاح ماذا ستفعل؟ إن اليد الواحدة لاتصفق.
أبو الفضل: سأقتله
حمادي: ماذا ستفعل؟!
ابو الفضل: لقد سمعت ماقلته.

 

متشابهان في الكثير ومختلفان في أشياء أخرى، وفي هذا الوقت كان زمن عبدالله السفاح، في بداية قوة حضارة العباسيين والجور كان معمم الكل يريد أن يثور عليه.

وفي عادتي أنتقي الرجال، جلهم كانوا شعراء، أتمتع بشعرهم، لا أعطي فلسا، قد أبدو شارب الخمر متناقضا مع نفسي ، زنديقا لكن أصلي، أتذكر شعر أبونواس دائما وفي قصيدته:
فلقد علمت بأن عفوك أعظـمُ
إن كان لا يدعوك إلا محسـن
فمن الذي يرجو ويدعو المجرم
أدعوك رب كما أمرتَ تضرّعاً
فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحـم
ما لي إليك وسيلة إلا الـرّجـا
وجميل عفوك ثمّ أني مُسـلـم.

، أثرت اهتمام أحدهم من تجار السوق، وفي وجداني خطاب الخليفة في الناس وعليهم.
والمهم أنني لست مزدكيا أو نسائيا، قد أقتل في أي لحظة، كنت رجلا عاديا من أواسط الناس، أتبع كل حدث مهم، أرضى ببني أموية ، وأرجوا نصرهم، في دواخلي، لكني لست أؤمن بأن عليا ولي الله، وأن زمن الخلافة فات ومات،.
أنا أبو الفضل، ورغم زعمهم للكوفة و النجف لكن مكة هي أساسي فيه أخشع في ديني، حيث كنت أطيب الناس، كنت أميل إلى بني أمية، وقد وشى بي أحد الشعراء إلى الخليفة، بينما كنت مناضلا حقودا على العباسيين في مشاوراتي مع الشعراء، وفي حدود هذه الأسطر حكم علي بالموت. وهذه رسالة أتوسل فيها أن أنقذ في هذا العصر لكي أنتقم من العباسيين الأشرار.
ربما حياة أخرى في البرزخ قد أنتقم منهم، و عند الله تلتقي الخصوم.
هذا ما يدور في خلدي حاليا.
يارب إنني مظلوم فانتصر، حسبي الله ونعم الوكيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.