تُعتبر الصحافة من أهم المهن التي تسهم في بناء المجتمعات، حيث تُعزز من قيمة الحقيقة وتُسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية. لكن في الآونة الأخيرة، نشأت مشكلة كبيرة في مدينة فاس، تتمثل في تدخل أفراد غير معتمدين في المشهد الإعلامي، مما يعكر صفو العمل المهني ويعرّض خصوصيات الأفراد للانتهاك.
تلك الأعداد المتزايدة من المتطفلين، الذين يفتقرون للمعرفة والخبرة، يمكن أن تكون لها تداعيات كارثية على جودة الأخبار وثقة الجمهور في المعلومات المتداولة. تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل هذا الانتشار، حيث يُصبح أي شخص قادراً على التظاهر كصحفي دون التزام بأخلاقيات العمل الصحفي.
المشهد الصحفي في فاس يحتاج إلى إعادة تقييم وتنظيم، بحيث تُحفظ حقوق الصحفيين المحترفين من الانتهاكات التي قد يتعرضون لها. يجب على المجتمع المحلي والجهات الرسمية أن يعملوا معًا لوضع آليات تحمي المهنة وتعزز من موثوقيتها، مع ضرورة غرس ثقافة الوعي بأهمية الصحافة كأداة لنقل الحقيقة.
لا بد من الاعتراف بأن العمل الصحفي الحقيقي يتطلب وجود معايير مهنية وأخلاقيات راسخة، ومن هنا، تبرز أهمية تطوير التعليم الإعلامي وتعزيز دور الصحافة المسؤولة. إن الاختيار بأن نكون مجتمعًا يدعم الصحافة المهنية سيشكل خطوة نحو تحقيق الديمقراطية وتعزيز التواصل الفعال بين أفراد المجتمع